جمال المرأة في الثقافة الأمازيغية

المرأة( أزري ) في الثقافة الريفية






إن الجمال كقيمة أخلاقية على غرار القيم الأخلاقية الأخرى الحق و الخير والجمال ، تعبير فردي وجماعي عن سمو الإنسان ورقيه عن طبيعته الحيوانية ككائن بيولوجي تجمعه مع الحيوانات صفات مورفولوجية ، ووظائف بيولوجية وسلوكات فطرية وغرائزية ، نحو عالم قيمي معرفي، سلوكي ، وجداني يرفع و يميز الإنسان عن السلالة الحيوانية عامة .



كون الإنسان نسقا فكريا ورمزيا ومفاهيميا، مضفيا على العالم صفة المعقولية والنفعية ، متوخيا التوصل إلى الحقيقة العلمية أو الحقيقة المطلقة إنه الحق كقيمة أخلاقية و فلسفية ، هذا يتجلى في تقدم مختلف العلوم والمعارف في شتى مناحي الحياة مما أدى إلى تحسن الظروف الحياتية للإنسان



.ولكي ينتشل نفسه من غرائزه العدوانية والشريرة هذب وقنن الإنسان سلوكاته الحيوانية ، بإيجاد نظم تربوية ودينية ، وعلاقات الإجتماعية، تنظم علاقة الفرد بالجماعة ، وذلك بسنه ترسانة من القوانين والنظم الإجتماعية لحماية الإنسان من نفسه الجشعة والعدوانية إنه الخير الفلسفي .



و لتلبية حاجياته ورغباته الوجدانية والروحية النفسية، أبدع الإنسان صيغا و تعبيرات جمالية ، تشبع الجانب الوجداني في شخصيته وهي القيم الجمالية والفنية ، من شعر و غناء و تشكيل ومسرح وكتابات وموسيقى ، …….



سأتطرق في هذه المداخلة إلى مفهوم الجمال(أزري) في الثقافة الأمازيغية الريفية و بالضبط جمال المرأة الجسدي و الخلقي ، و سأبحث في مداخلات أخرى الجمال في مختلف جوانب الحياة العمرانية و ….



سأحاول ان أبحث عن مقاييس ومعايير جمال المرأة من منظور ريفي ؟ محاولا إبراز بعض وسائل وطرق التجميل التقليدية والعريقة في الريف ؟



يعرف الجمال فلسفيا بالكمال والتناسق والإتقان شكلا وجوهرا ، وبكونه وصف حكم تقديري ومعياري يتغير حسب النظم الاجتماعية و الحالة السيكولوجية للفرد نفسه ، وحسب الحركة التطورية المادية التاريخية ، إذ ما أراه جميلا يمكن أن لا يتفق معي الأخرون ، كما يمكن أن يتغير حكمي مستقبلا في نفس الموضوع .فلكل جماعة بشرية وحقبة تاريخية وسيكولوجية معايير محددة للجمال .







منذ ولادتها تثير الطفلة المولودة أنظار و انتباه أفراد عائلتها فتراهم يقارنون ملامح وجهها وصفاتها السحنية والشكلية (ثيفراسين) بأمها أو بأبيها وهذا اهتمام مبدئي بالصفات الجمالية عند المولودة .



يختار الأبوين للمولودة إسما مفعما بمعاني الجمال وقيما أصيلة متوارثة مثل : تلا ، ترريث ، تازيري ، تلايتماس ، لويزا ….. . للأسف هذه الأسماء في طريق الإنقراض بتواطؤ رسمي من طرف مختلف السلطات و مكاتب الحالة المدنية ، الذين يرفضون تسجيل بعض الأسماء الأمازيغية الأصيلة بغية إجتثاث هذه الثقافة من جذورها. وتشجع بدلها أسماء دخيلة شرقية وغربية دخيلة مثل جميلة فريدة ‘ قمر ، حسناء ، هيفاء وقس عليها …..فمتى نحيى أسماءنا العريقة .



تخضع الطفلة منذ الشهور الأولى من ولادتها لتثقيب الأذنين ، و تزين بحلقات (ثيخرازين) من الذهب أو من الفضة حسب الإستطاعة المادية ، ويتم الاعتناء بهذه الثقب حتى تندمل .



ويتم إزالة اللهاة أو (رحرق) عند المولودة من طرف شخص يمارس هذه المهمة تقليديا ، لكي يستقيم نطق الفتاة في المستقبل ولا تصاب بأمراض تعفنية . تنصح الفتاة منذ في صباها عدم تناول بعض المأكولات مثل بيض الحجل ، ومخ وكبد بعض الحيوانات معتقدين أن هذه المأكولات تودي إلى ظهور بقعا سوداء في الجلد .



يمنع تخطي المولود الجديد وهو مستلق على الأرض حسب المعتقدات المتوارثة هذه العملية تجعل المولود قصير القامة ، وهذا يبرز أهمية القامة الطويلة في الجمال الريفي ، وهي صيحة عالمية في عالم والجمال .



كما أسلفت فإن القامة ورشاقة الجسم من المعايير الأساسية لجمال وكمال المرأة في الثقافة الأمازيغية من الناحية المورفولوجية .



يعتبر الشعر بمثابة تاج على راس المرأة يضفي عليها حسنا و جمالا ، لهذا فإن المرأة الريفية تعتني بشعرها بتنظيفه و الاعتناء به مواد طبيعية مثل الحناء والعصفة و الغاسول والقرنفل ، يمشط الشعر يوميا و يظفر في ظفيرتين جانبيتين (ثيجاطويين) أو ظفيرة خلفية واحدة كما يدهن بزيت الزيتون.يتعبر الشعر اللين والأملس والأشقر (أشمروق) قيمة جمالية عليا للمرأة الريفية أمام قريناتها ….لذا تقوم بعض الفتيات حاليا بصباغة شعرهن باللون الأصفر الأشقر .



تعتبر الأعين مقياسا للجمال وكثير ما تتغنى النساء والرجال بوصف العيون حجما و لونا ، إذ تعتبر ذات الأعين السوداء الكبيرة هدفا في تهافة العاشقين وكثرة الخطاب و مرمى لسهام المعاكسين من العزاب ، تعتني المرأة بعيونها بواسطة الكحل (ركحور) مما يزيدها حسنا وجمالا.



للفم و للشفتين نصيب كبير في جمال المراة ، إذ تعتبر الفتاة ذات الفم الصغير والشفتين الصغيرتين و المحمرتان أكثر جمالا ، يتم الإعتناء بالفم والشفتين بواسطة السواك (سواش) و نباتات طبيعية أخرى ، كما تعتبر الأسنان من علامات الجمال إن تعمد المرأة الى تغليفها سن أمامية جانبية بواسطة الذهب أو الفضة تتباهى بها المرأة مع قريناتها ، كما أن الأنف المستقيم و الغير المعقوف من علامات الجمال ، وهذه صيحة عالمية في تمديد و و إستقامة الأنوف بواسطة العمليات الجراحية الحديثة .



تستعمل المرأة الريفية مساحيق طبيعية لتلميع وتبييض الوجه ، إذ أن الوجه المستدير و الصافي من كل أنواع البقع الجلدية مفخرة للمرأة بصفة عامة .



تتوشم البنت منذ بلوغها ‘ إذ أن الوشم يظيف للمرأة جمالا وبهاء ، حيث ترسم أشكال هندسية متوارثة تحمل تاريخا رمزيا و حضاريا لهذه للأمة العريقة في مختلف أنحاء الجسم في الجبهة و الذقن الانف ، الذراع و الساقين بألوان خضراء وزرقاء ، يعتبر الوشم مدخلا للفتاة الى عالم النضوج و الزوجية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق