القيم الأمازيغية

إن ما يميز كل شعب عن غيره هي القيم بالدرجة الأولى’وتميزنا عن غيرنا هي إثبات لخوصوصيتنا الحداثية ’




لماذا الحداثية ؟؟ كونها ذات بعد ونزعة إنسانية .وبالتالي فمنظورها يتجاوز المحلي والذاتي . ومعانقا الكوني بكل أصالة متفتحة ومعاصرة تنظر للتجديد برؤية تنويرية تتجاوز العنف وقانون الغاب والإستبداد السلوكي ……….



إن القيم عند العقل الامازيغي هوميثاق شرف جماعي يمثل إرادة جماعية من أجل حياة ومصلحة جماعية تحمي الضعيف من كل تهديد داخلي أوخارجي خلافا لما أورده نيتشه كونه جرد كل القيم من ما هو أخلاقي وإنساني .. ومن أجل حماية حياة الافراد والجماعة……



وشكل مفهوم منظومة القيم عند عامة الأمازيغ أومايسمى باللغة الوطنية( بتيموزغا )مؤسسة قائمة بذاتها حسب المنظور الأنتربولوجي للكلمة ..وظلت عبر مر التاريخ مصدر التعامل والتشريع والإستقامة بحثا عن القيمة للوجود الإنساني ..مرجعيتها الأساسية هي العقل كما ينظر له ديكارت مبرهنة على أنها جاوزتالسفسطائية والميتافيزقيا ….



ولم يكن يتوخى العقل الأمازيغي في إنتاج الأعراف والتقاليد ذات الاهداف القيمة غير تدبير الشأن الامازيغي الإنساني في مختلف توجهاته التاريخية والفكرية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية ……في إطار ديمقراطي مسالم وسلمي يؤمن بحسن الجوار والتعايش والمثاقفة والتعاون الهادف …….



وهذه القيم الحداثية هي بالضبط من حاولت أن تحافظ على كياننا المادي والرمزي والروحي …



حافظت على استمراريتها رغم الحروب والإقصاء والتهجير والتحامل والتعريب و نعرات المخزن …. ولولاها لما ظلت اللغة الأمازيغية متداولة رغم حرمانها من المؤسسات والمعاهد والمناجد إسوة بباقي لغات العالم…. ولها يرجع الفضل في الحفاظ على مجموع المكتسبات التي تعنى بالأمازيغية من خلال مبدئية العرف نحو السلوكات المثلى والمثالية ……………… حتى نثبت أن الإنسان الأمازيغي إستقامة وأخلاق ومبادئ وكرامة لاتمس وأرض لاتداس …….فكانت تللك مضامين القيم التي نحن بصدد التطرق لها والتي ساهمت بقدرة فائقة في تكريس مبدأ الهوية



فهي الوحيدة من كانت خلف صيانة ما تبقى من موروثنا الفكري والثقافي والادبي ……



هي من وحدت القبائل وجمعت الشمل وصنعت البطولات وسجلت الملاحم سيرا على سيرة الأجداد من يوغورطا إلى كوسيلى وتكفاريناس ………… …



كما ظلت دوما بنود دستورنا العرفي المؤطر لحياتنا السوسيو إقتصادية –والتاريخية والتربوية والأخلاقية … وجميع نواحي الحياة بشكل معقلن ومنطقي وتجريبي هدفه الأسمى الإنصاف والعدل والعيش الكريم ……



وفعلا ظلت القيم الأمازيغية الحداثية في مختلف العصور والأزمنة هي العضد الوحيد الذي يلبي حاجة المجتمع كلما دعت الضرورة لذالك ولو كلف الامر ما كلفنا أمام جبروت روما ومثيلتها …. حتى مكث التاريخ وفيا لمقولة ماسينيسا (أفريقيا للأفارقا) فلم يفرط في هذه الارض لأن الأرض عند الأامزيغ هي من أنجبت القيم لتجرب من سيقيم فيها ومن سيرحل عنها ….



والراحل هذا هو الإنسان غير المنظبط للقيم واللامسؤول ..لأن من لايبالي بها مصيره الهامش و لا مكانة له ضمن الجماعة (جماعث)



وبكل وضوح تبقى مفهوم القيم عند الإنسان الأمازيغي :هي الإستقامة وتدبير كل شأن حياتي عن طريقة ديمقراطة دون إستعمال الشطط في السلطة أو إستغلال النفوذ …….



لتثبت لنا التجارب التاريخية الأمازيغية على ان الامازيغ موجود بقيمه لا بجسده وبامتثاله لقانون الجماعة التي هي سلطة القرار الجماعي للإرادة الأامازيغية



وحرصت قيم هذا العقل المتشبع بالحداثة والتحديث على حماية وصيانة كرامة المواطن من كل تسيب يعرض سلطة العرف للإنحراف والتمييع والدناءة



لتظل هذه القيم في بعدها الأسمى جوهر من يمثل كياننا ..وتاريخنا وإنسانيتنا ….محدثة قطيعة إبستيمولوجية مع مفاهيم البرغماتية والمنفعة الشخصانية



وكان لزاما ومفروضا عن كل أمازيغي الإنضباط والإلتزام وبتفعيل العرف باعتباره عمق مرجعيتنا ومنطلق فكرنا



وبكل أحقية يبقى هذا العقل الامازيغي وعاء الحداثة كونه يومن بالتغيير والتطور وليس منغلق أو دوغمائي ….



مما اعتبرنا قيمه الفلسفية ضميرنا الجمعي الذي يعبر عن هويتنا ووجداننا الحضاري والحداثي ويحمي قيم ممتلكاتنا المادية والرمزية . وهو الذي يعرف بنا حين يطرح السؤال :من نحن ؟؟ وماذا نريد؟؟ لكن الجواب الشافي يمكن لاي كان اعتماده من الميثاق الجماعي الذي أطر حياتنا اليومية وأثبت للتاريخ مدى حب الأمازيغ لحياة منظمة مؤطرة إنطلاقا من حبهم للجمال والفن بكل تلاوينه ولا مجال للفوضى واللامبالات وخير نموذج على التنظيم نلمسه في عملية ( تاويزا) ولم نسمى ببلاد السيبة إلا لعدم انصياعنا لقيم المخزن المستبدة والمكرهة والمجحفة التي لاتعتمد غير ابتزاز الضرائب وما تسميه بحق المخزن وهو ما يتعارض مع قيمنا الديمقراطية والعادلة وشهد المجتمع الأمازيغي أشكال تنظيمية راقية في تأطير الحياة الإجتماعية سنقف عندها لاحقا



القيم الامازيغية النموذج والمثالية …****



تتعدد القيم وفق تعدد المجالات ولا تختلف إلا في الشكل والهوية الجغرافية



لايخلو أي مجال حياتي أمازيغي من القيم الهادفة والنبيلة إسعادا للناس …لأن السعادة هي الغاية من فلسفة القيم وكونها تلاحقنا كالظل في كل زمان ومكان لانها ماهيتنا ووجودنا الحضاري المتميز بالطبع .وهي التي من علمتنا أن الحياة بدون قيم رخيصة والإنسان ذات القيم المشينة مازال مرتبط بالغريزة والغابة ولم يحدث بعد أية قطيعة مع الطبيعة ليبقى دوما كما يرى :هوبز عدوا لأخيه الإنسان



وخير نموذج يمكن الوقوف عنده حتى ندرك جيدا هل القيم الامازيغية قيم حداثية ؟؟؟



هي معاملة أسرى الحرب من قبل الممالك الأمازيغية وخير مثال الملكة ديهية في تبنيها لأحد الأسرى أثناء الغزو العربي



نموذج في التعايش مع الآخر والمتمثل في زواج كبار الشخصيات الأمازيغية من خارج عقدة الدم واللسان يوبا 2 من كيلوباترا 2







كما ثبت في عهد عبد الكريم الخطابي أنه كان هناك قانون يمنع التمييز أو الإساءة لليهود وهذه عقدة لم يستطع تجاوزها كثيرا من الشعوب العربية التي لم يفرقو ا بين اليهود ية و الصهيونية



على مستوى المحلي ****



ظلت الحياة كلها انظباط وتنظيم محكم



من تنظيم الري(النوبث..) و(أدوير )(تويزة ) الفصلية والموسمية تجسيدا لمفهوم التعاون والتآزر والتضامن



إلى تفادي أي تعثر أوتوتر في السوق أو الطريق المؤدي إلى السوق أو العرس ولا وجود لعدو أو خصم في مثل هذه المواقع المقدسة وقد أورد هذا الباحث جرمان عياش تفاديا للإقتتال الجماعي ويتحول الصراع من الفردي إلى القبلي



كما اعتمدوا التهجير بدل القتل في حالات قصوى للإعتبار الإنساني قبل أن يشير لذالك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان



كما اجتهدواو استبدلوا الثار بالدية إلغاءا لما ليس إنساني في المجتمع



كل هذا كان بعده إنساني وليس نفعي ضيق أو طائفي أوطبقي وذاك خلاف لما كان ينظرله نيتشه مجردا كل الأخلاق مما هو إنساني ..مما يتبين على أن هم القيم عند الأمازيغ هم تاريخي حضاري حداثي تؤمن بالتطور والتغيير (أزوغ تسيرث أتفاذ أهكوس ) وهو موف يرفض العدمية واليأس والإستسلام ولو في ظروف قاهرة مزرية كما عودتنا حياة الأمازيغ وزمن أكل (قانوش) خير دليل على صمود القيم وعدم الإنصياع لغبن الظروف



**العرف حياة وبحث عن الحياة **



كما هو معروف ظل يوصي العرف الفرد بالعمل والكد والإجتهاد لأن الحياة دون عمل ميتة و بدون طعام ألذ….. والفرد هنا ذو دور سلبي إن لم ينخرط في سوق العمل لأن إنتاج التنمية مرتبط بإنتاج القيم فلا مكان للذي يستهلك ولا ينتج داخل المجتمع الأمازيغي لأنه سيؤهله الوضع إلى سلوك انحرافي أكيد…. وهذا مس خطير بماهية العرف (وني ويخدمن مذ يكار مذي تار) وللإقلاع نحو أفق طموح



فالأمر بالطبع يحتاج للصبر وتحمل الصعاب لأن ليس في الحياة من شيئ هين وبسهولة بقدرما الامر يتطلب ا لصمود وكما يقول الأمازيغ في الريف (أغروم مار يحما يسكماض)أو كما يقول الشاعر ….فإن الدنيا تؤخذ غلابا…..



ومهما شاءت الظروف أن تكون فعلى الأقل البرهنة على حد أدنى من تحمل المسؤولية ولا استسلام مجاني وبدون مقاومة ذاتية .. حيث يقول المثل (ذيثي سوكرس ورى ثورى) والإنسان الأمازيغي في عصور الازمة (ثزوى) وحين ينفذ كل الطعام من البيوت ومن الاسواق كانوا يبنون ويغلقون أبواب مساكنهم حتى الموت ولا خرجوا للنهب أو التسول بقوة القيم الدالة عن عزة النفس والكرامة (وخا أذشغ شار)



وطبعا كان كل هذا نوع من الإستقامة داخل المجتمع الأمازيغي التي ظلت يمليها العرف ويتقيد بها لإعطاء صورة مشرفة وغيرمخدوشة ..



وكا ن الإنسان الامازيغي في واقعه السوسيولوجي وراء كل مبادرة تنسجم وديباجة القيم طبعا باعتماد التعاون والتآزر والتآخي ( فوس ك فوس ) (ئيجوباو ويتاك ثمريقث) وإن كان من حين لآخر تقع انفلاتات بين الاهل والآقارب فإن الأمر كان لا يتجاوز مرحلة عابرة ودون تأثير على ماهو اجتماعي أومصيري تاريخي (ؤماك أش ئيفز ؤوشيسغراي)



وظلت الحياة عند الأمازيغ نظام وصف وانضباط كما هو في الأحيدوس …. وليس تهور ومقامرة ( تات أتقاس..)لتفادي الأخطار ..وحتى لا ندك ما دكه الجمل أثناء الحرث فلم يكن شيء من الحرث ( من ئيكاز ؤورغم ئيعجنيث) (أقزين ؤوتيتت تاتي سخنونس) وكان هذا يوضح على أن الإنسان الأمازيغي يجب أن يكون في مستوى الحاجة لمجتمعه عبر التطور الذي تفرضه كل مرحلة زمنية أوكلما دعت الضرورة لذاك وعليه أن يكون في مستوى الطليعة إنسانا وبيئة ووو …..



فظل العرف خلاق الحياة دون إساءة للآخر أو …(أوث أقزين خزار كي باب ئينس ) للحفاظ على جو الأمان والحب والود داخل القبيلة دون نفور نحو الشتات والإنقسامات الطائفية ……فكانت حياة الأامازيغ كلها تآزرو وحدة وتضامن ومساندة



ونلمس هذا التقدير بكثير تجاه المرأة خصوصا التي اعتبرها الأمازيغ سيدة القوم وكبيرتهم (ثمغاث :ثمغار ) أي كبيرة ومنحوا لها مكانة خاصة ومقتدرة جنب الرجل.. وسيرت شؤون البلاد والعباد وحضيت بمكانة بارزة مقارنة بالشعوب الاخرى عكس ماكان واردا عند أهل قريش –وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت………..- وساهمت في تطوير وتفعيل القيم بشكل كبير خصوصا إن فحصنا إبداعها في الزربية والحناء والفخار … وكما تقول نوال السعداوي في كتابها الانثى هي الأصل با عتبار المرأة هي التي خلقت الحياة على حد تفسيرها وكانت صادقة في قولها



وفعلا ظلت المرأة في العرف الأمازيغي نصف المجتمع ونصف الرجل …لا هي قاصرة ولا عورة ولا لذة بل إنسان له إحساس وكرامة وقيمة مادية ورمزية



مبدئية القول والفعل عند الأامازيغ****



-أوار ذا وار -



لقد حافظ الأمازيغ على منظومة قيمهم بالوفاء والمبدأ أوكما يسميه الأمازيغ بأوال ومن لم يلتزم بالأمر يؤدي أرحق وهي ضريبة رمزية .. كماكان وارد من قبل وهو أن تعرض على جماعة من الناس وتناولهم عشاء كعقاب رمزي عن عدم الوفاء بالعهد لأن العهد عند الأامازيغ مقدس ومهما كان المبرر خلف ذالك فيبقى الأمر غير مقبول (بنادم ئيتقان زك ياس أغيور ئيتقان زك ضار) و هذا عبد الكريم قبل أن يخوض غمار أنوال جمع القبائل وأدت القسم بجبال قامة وبقي العهد بينهم شرف أبدي ولولا القيم التي جمعت بينهم لما سحقوا إسبانيا رغم العتاد والعدة وهنا يمكن تحديد من هي القيم التي حاولت أن تصنع المستحيل والبطولات



لأن العهد عند الأمازيغ بالفعل هو أزراف ..لان أزراف المعروف كعشب يتميز بالإستقامة ودون اعوجاج هي طبيعة النظام الحياتي الذي ظل ينشده الامازيغ لأن الحياة لا تستحق العبث ولو أنها عابرة (دنيا وزفاز…) بمعنى أن نتمتع فيها ونستغل فيها ماهو أجمل لأن المصير بعد ذاك هوالموت الذي ينظر إليه الامازيغي في صورة حضارية (رموث أصندوق أن رجواذ) وما يرفضه العقل الامازيغي هو (رخاث) ( رموث ورى رخاث) وهذه الأخيرة هي الالم بمختلف ألوانه …. تلك هي إذن قيمنا للحياة



لذا بات مطلوب من الأمازيغي أن يكون ذو قيم حضارية إنسانية تنويرية مع محيطه ووسطه ورحيم معهم أقصى درجة



مما كان بالفعل رحيما ليس مع الإنسان بل حتى الحيوان لأنه يؤمن بدورها المهم وهي تحرسه وتساعده وتطعمه لبنا ولحما …..



وإن كانوا الغزاة القدامى سمونا بربر لأننا كنا شرسين على من اقتحموا أرضنا وسولت لهم نفسهم استغلال خيراتنا فإننا نستحق هذه التسمية ودون حرج لأنه لا يعقل أن تكون لينا مع من يود إغتصاب أرضك وبلدك



لان لا أخلاق مع العدو وقبل أن تشير لذالك الآية كنا (أشداء على الكفار رحماء بينهم)وبالفعل أثبت لنا التاريخ أن الإنسان الأمازيغي :إنسان التواضع والأخلاق والخير ….ولم يكن الأامازيغي صاحب الجاه والأبهة والمللك والتملك فقط(أثداث ثمقرانت وتقان ئيربنيذ****** أقانت ئيبباب ئينس ئيمار ذاهيمي )



مما يعني أن منظومة القيم الأمازيغية (تيموزغا)كانت تكد وتجتهد وتضحي ضد القيم الشريرة والظلامية التي لا تأخذ الإنسان بعين الإعتبار أمام طغيان الغرائز والشهوات والتي لا تنتج غير الإستبداد والقمع والجشع …



خلافا للأمازيغ الذي كان ينبذ الطمع والسطو (بوعديس أمقران متيش قاع متيج أقاع) اي كم من نعرة كانت تود كل شيئ ولم تنل اي شيئ بعدالة سلطة القيم وليس قيم السلطة كما تثبت سلطتة القيم عند الشعوب الأمازيغية



هل عانوا الأمازيغ من أزمة القيم** **



لم يعش الأمازيغ عبر التاريخ شيئ إسمه فراغ القيم لأنه بطبعه محب للخير ويرفض أن يجرد من آدميته ويسلك مسلك الشر لان الحياة بمرها وحلوها علمته كيف يلجم الغريزة بالحكمة و العقل أولى في العملية التجريبية وتلك هي حداثة قيمه وسلوكياته لأن الخلق ما ولد إلا ليتخلق كما أورده البعض



وإن كانت القيم بالفعل نسق معياري فإن الأمازيغي كان يسعى من ورائها لرفع الإنسان إلى السمو والعلو بعيدا عن عالم القبح اللامرغوب فيه ….وهكذا عاش الأمازيغي ازمات إقتصادية وفلاحية وسياسية ولم يعش لحظة واحدة ازمة أخلاق وقيم كما يؤكد التاريخ الحديث والقديم



بدءا من حفظ العرض ..الوقار ..الحشمة …احترام الجار …إطعام الفقير وابن السبيل



خدمة الأرض قدسية بعض الظواهر السوسوثقافية (العرس..) وتللك قمة الحداثة حتى لا يقال أن المجتمعات الامازيغية تقليدية في تعبيراتها



** ما معنى الحداثة كقيم كونية **



إذا كنا نتكلم عن القيم كآلية لتدبير شأن المواطن في إطار مقنن ومنظم وغير عبثي فإن الحداثة جزء من هذه القيم التي تدعم فلسفة العقل والحرية والفرد ….والأمازيغي من داخل منظومة قيمه تتجاوز (مفهوم الأانا) وانخرط في الأنا الجماعية كونه ذوطبيعة إجتماعية مما لم تشكل له ذاته ثمة عقدة ومن هنا جاءت فكرة (جماعث) داخل حزام (جاجكو…… أزريع… ثقبيش) وكانت ضمن هذه الفخذات كبار القوم- إمغارن- هم من ينوب وينظم حياة الجماعة على مختلف الأصعدة وفي الشأن الجماعي أحيانا ولتنفيذأمر ما كان ينتدب عن كل قبيلة رجالها الأقوياء والمتمتعين بصحة وعافية ويعفى الغير القادرين لأسباب معذورة وحتى الغائب كان ينوب عنه غيره عبر –أيثماس – لأن الفرد موجود بقيمه وإخوته… وهنا تتجلى لنا تجاوز الأنا بمفهوم الجماعة التي اقرت بالتضحية من أجل الأخر.. وهذا هو ما جعل القبيلة الأمازيغية متما سكة عبر التاريخ



وانطلاقا من هذا العرف الجماعي لم تختر ق القبيلة الأمازيغية بقوة التقاليد وظلت متماسكة متآخية متجانسة متقاربة تحسبا لكل خطريداهم المنطقة …



وطبعا كانت هذه الحداثة النابعة من العرف الأمازيغي ماهي إلا سلوكات سلوكات معقلنة ملؤها الفكر والمعرفة والثقافة واعتمادنا القيم والحداثة في آن واحد كون لا حداثة خارج التراث كما يتضح للعيان لأن الحداثة والقيم هي ذاتها الحداثة والتراث وفقدان القيم هي العيش في اللا حداثة والتخلف عن موعد موعود



وما القيم إلا تجسيد للإنسان الحداثي والحضاري وهي الأداة التي أشاعت العدل والتعايش والحرية والعيش الكريم أو هي العدل ذاتها وغايتها هي السعادة ليس بالمفهوم الطوباوي لكن برؤية التوجه الوجودي من إطلاق الحريات وكسرالقيود ولا يمر هذا إلا من باب ثورة العقل وانتاج الحكمة والإيمان بالتعدد والإختلاف….. ولهذا النسق العلمي المتغير والمتجدد والمتحول والغير الثابت يرجع الفضل للتطور الطبي والموسيقي والعلوم بشكل عام ………..لكن شرط أن تتجاوز السلطة الحاكمة نموذج الأحادية والطوتاليتارية التي لاتنتج غير التخلف والتشرذم نموذج العرب على سبيل المثل كما يقول عبد الله العروي (السلوك الذي ورثه الفرد العربي لا يوافق كيان دولة حديثة ..-مفهموم الدولة ص 109 أوكما يؤكد علي أومليل" على أن ماضي العرب لم يسبق أن شهد حداثة …"



خلافا لدولة الممالك الامازيغية الحداثية في عهد ما سينيسا ونوميديا وما قبل التدوين المتجسد في تطوير الفلاحة وتدجين الحيوانات الأليفة وهذا ما دفع بقيدوم المؤرخين هيرودوت أن يقول بأن الآلهات اليونانية ليبية الأصل…..حتى نفهم ما معنى كونية القيم عند الأمازيغي لانه آمن منذ البدء بكل فعل نبيل خيري إنساني يجد الإنسان فيه ذاته يجب أن يصدرلا أن يصادر وأن لا يحتكر وثمر للآخرين ودون سجنه بين شرنقة المحلي و….القبلي …



**القيم هي من مهدت لتشكيل الدولة الحداثية الأمازيغية **



القيم الحداثية هي التي ساعدت الامازيغ على تشكيل الدولة ليس كأداة قمعية في يد البرجوازية كما يقول كارل ماركس



بل مؤسسة وتنظيم يقنن الحياة بعيدا عن الطبيعة الفطرية للإنسان البدائي يخدم الشعب ويفنى من أجل الارض



الشيء الذي نجد كبار القوم كانوا يخرجون إلى معارك حربية دون نيابة عنهم. وليس كما يفعل العرب في القصور مع الجواري ..



وعلى سبيل التضحية من أجل الشعب والخروج إلى الميدان أنظر ديهية لما أوشكت على الوقع في شراك الأعداء طلب منها جنودها الفرار فردت عليهم غاضبة أأفر لأترك لقومي العار… مما يفهم أنها كانت تدافع من أجل التاريخ وليس من أجل مصلحة ضيقة أومن أجل دولة أليغارشية بقيادة الأحزاب البعثية ….



وبالتالي فلا أحد سينكر قولنا لأن الحضارة المتوسطية حضارة قائمة الذات أغنت واستفادت منها مختلف الحضارات البشرية وهي التي كانت خلف أفكار التنوير والحرية والديمقراطية وعلى سبيل الذكر أوغسطين الأمازيغي



إمازيغن وثورة القيم****



لم تكن القيم الأمازيغية مجرد آليات لتدبير الشؤون الإجتماعية فقط..بل تعدت الامر واعتنقت الإبداع عبر التثوير على التقليد ,وكانت ترعى القيم ذاتها وتحصنها كونها قد تموت أوتنحرف في فراغ الإبداع والإتكالية



وكانت االممالك الأمازيغية ثائرة بامتيازغير متقاعسة بل متحركة ومتحولة بمفهوم أدونيس . وبالفعل فالبنية الأمازيغية بنية تثويرية عقليا واجتماعيا وفلسفيا وعرفيا مماكانت تنتج لنفسها دون سواها أنظمة الفن و التسيير والعيش الرغيدرغم بساطة الإمكانيات …….حتى أسست الدولة المتعاقبة على شمال إفريقيا لثورات علمية كبيرة وصل صيتها حتى بلاد الأندلس.. وهي التي كانت تسعى إلى تعزيز وجود الإنسان خارج أي موت للقيم التي يرى فيها فوكو من يحدد مصير الإنسان



مما ظلت القيم الأمازيغية كما يحددها الباحثون مؤشر الأنشطة السلوكية التي تبحث عن القيم الفلسفية وهي 1 الحق 2 الخير 3 الجمال تعبيرا على أنها جاوزت السلوك البسيط والساذج. وارتقت بقيمة الفكر إلى القيم التي تمثل هذا الإنسان عينه والتي كانت تعتمد اجتهادا خاصا لاهو مستورد أو منقول كما هو الشأن عند الغرب والذي مرجعيته فكر إغرقي ومراحله التحقيبية 01 الكنيسة 02 وعصر الأنوار وعكس ذالك فإن الغرب أخذ عن الأمازيغ من خلال روما كما أخذت الكنيسة من كبار رجال الدين الأمازيغ كما وخير مثال اغوسطين الذي يعتبر نموذج الفكر المسيحي الديمقراطي والتحريري …. حتى لا يستهان بالعقل الأمازيغي الذي ساهم بشكل لا يقل شأنه في الثقافة المتوسطية والإفريقية والمغاربية



ثورات أمازيغية عظمى ****



وعلى سبيل ذكرالممالك التي ساهمت في تطوير القيم والحفاظ على الهوية مثل الموحدين.. الذين اعتبرت مرحلتهم مرحل ذهبية في الداخل وفي الخارج والذين مثلوا مستوىفكري إزدهرت فيه مختلف الفنون والعلوم



ثم البرغواطيين الذين زاوجوا بين القومية والهوية وأحدثوا قطيعة مع المشرق كونه عبث بالمنطقة أخلاقيا وتاريخا وهوياتيا ولم يكن يهمه غير تخميس البربر كما يقول المؤرخون إلى غير ذالك من المرابطين الذين عاشوا ثورات فقهية ….



اوكما هوالشأن عند الممالك ماقبل الإسلام كماسينسا .ويوغرطا .وتكفارينس وكسيلى ..وديهيا الذين لم يكن يعتمدون السلطة فقط بل أحدثوا تغييرات مهمة على المستوى الإجتماعي من رعي وزراعة ….



وكل ماكانوا يسعون إليه هو التمرد ضد قيم الألم لتحقيق قيم اللذة حسب تعبير أبيقور وكانت جل ثوراتهم تسعى إلى هزم قيم الشر التي هي نتاج لإستبداد السلطة السائدة والقائمة . فلم تسول لهم نفسهم بقوة إلتزام القيم أية مساومة اوالطواطؤ مع من يود استهداف كينونتهم ووجودهم من بيزنطة وفينيقيا ووندال وأمويين وضدا على كل هذا بعث الله بميسرة المطغري الذي قصد الشام شاكيا الجور إلى الخليفة وحين لم يسمع لشكواه شن ثورات على من كان يبقر الشياه والقصة معروفة لدى المؤرخين………….



وظلت هذه القيم الأمازيغية عبرمر العصور منفتحة ومتفتحة وحداثية وفي حركة تاريخية متجددة غير ثابتة كونها كانت قيم مجتمعية تعمل من أجل مسح نهائي لمعاييرا لظلم التي يمليها اللاعقل وهيجان الرغبة الطبيعية وليس العقل كما يورده ديكارت



مما يمكننا القول بأن الأمازيغي ليس جوهرا ميتافيزيقيا منغلقا عن المحيط الإجتماعي بل بات عنصر التفاعل والإنصهار والأخذ والرد بكل ما هو متواجد ضمن فضائه المادي والرمزي وهذا كان يمليه العقل السليم الذي شكل نافذة الحداثة عند الأمازيغ عامة



والذي يبدأ بالحث عن التمرد عن قداسة الأساطير الكهنوتية والميتافيزيقيا والقيم المشينة التي تعبد الطرق نحو الفوضى واللاحياة والعبثية والعدمية التي تجرد الإنسان من إنسانيته للعودة به إلى الغابة ………



ولم تكن تعني القيم الأمازيغية غير تحرر الإنسان من العبودية والبحث عن كل أشكال الإنعتاق لا لشيئ سوى ليكون الإنسان ذاته



وطبعا كان هذا يتبلور كمشروع عقلاني يؤمن بالحياة والإنسان كقيمة جوهرية لايمكن اضطهاده ويكفيه الموت في ذالك (….)



فليس هيدغر وفوكوونيتشه من انتقدوا الميتافيزقيا وانتصروا للعقلانية لتجديد قيم مجتمعية تعلوا بالإنسان إلى السمو…وتحقق فكرة رفاهية وسعادة الإنسان التي هي رهين بتوسيع الديمقراطية وجعلها سلوكا يوميا وأسلوبا نمطيا على مدار اليومي دون ميز …..



وهذه الثقافة الحداثية أساسها العلم والمنطق العقلاني ..ودعاتها من يحب الآخرولا يكن له أية ضغينة تذكر وله قابلية للتعايش معه كما سيكون عاشقا لكل الجمال والفنون كونها تربي النفس عن حب الآخرين وتربي الذوق نحو كل شيئ جميل تجاوزا لثقافة المادي المحض



جدلية القيم والهوية في الثقافة الأمازيغية ****



إن القيم الأمازيغية كانت دوما تنطلق من مرجعية محلية ومن ميراث متجذر له مشروعية تاريخية لأن لاقيم خارج المجتمع و هي ثوابة مؤسسة لهويتنا المادية والرمزية .. فهي مرجعيتنا التاريخية إلى حدود اليوم و لأن المجتمع هو الذي كان يملي علينا هذه القيم كما يرى دوركايم مما فكرنا في نسق يمنح للوضع السوسيوإجتماعي خصوصيته الإنسانية الأمازيغية مما كان الأمر يستوجب ان نكون في منتهى المسؤولية وفي حجم المطلوب منا إنسانياوكونيا ……



فقيمنا هي (نحن) هي عوائدنا ….أخلاقنا ….اعرافنا ……سلوكاتنا …..وهي من يمثل جوهر وماهية فلسفتنا ومنطلقاتنا الثقافية..



والإنسان الأمازيغي في عرفه التاريخي نابذا للعنف والقهر والإستعمار ..لأنه كان يرى بأن ذالك يتنافى مع الطبيعة الإنسانية المتحضرة للإنسان الحامل للعقل والتمييز والمنطق مما نجد الأمهات توصي أبناءها بعدم الأكل خرج البيت تقديرا للآخر الذي ربما لا يجد مايسد به رمقه وسنثير رغبته أكثر مما يفهم جليا أن القيم لم محصورة فيما هو نفعي وابراكماتي وشخصاني كما يرى نيتشه الذي اعتبر كل القيم هي قيم الأريستقراطية ضد العبيد حيث أسقط عن كل الأعراف بعدها الإنساني لكن الوضع الأامازيغي شيئ مغايرا لذالك حتى لانقول أن القيم بركماتية ……



ولأن هويتنا محفورة في عمق قيمنا وهي امتداد لممتلكاتنا الرمزية المؤسسة لتاريخنا الإنساني العريق الذي كان ينشد مع ديكارت بأن تكون العقلانية في حقل الأخلاق لان الميتافيزقيا هي الوحيدة من كانت في حالة شرود واللا إنضباط



وهذه القيم هي الوحيدة التي حاولت أن تبرهن للعيان من نحن؟؟؟؟ و لأن حياتنا هي أعرافنا وهي المؤسسة لكياننا



وهي التي جعلتان نتجاوز الفراغ الثقافيعبر مر التاريخ كونها لم تكن مجرد إديولوجية فارغة بل فلسفة إنسانية تبحث عن قيمة الوجود الذي تحرر من المرحلة الأوديبية



العولمة وأزمة القيم ****



بدأ العالم يعيش من جديدعودة قانون الغاب والذي يجسد فكرة الإستمرارية للأقوى والضعيف مصيره الموت والهامش والإستغلال



وكي تكون قويا في ظل العولمة أن تكون تمتلك لإقتصاد قوي يكتسح كل بقاع العالم وبمنتوج نادر عند الآخرين لتتمكن من هيمنة واسعة ومن دون منافسة تذكر وهذا ما يهدد قيم الإنسانية بشكل عام بحيث أن الثقافة العولمية لم تعد تعنيها القيم ولا الأخلاق ولا الإنسان مما يشكل هذا خطرا عن الشعوب المستضعفة في الأرض والتي تعرضت لفترات إستعمارية سابقة تركتها تتخلف عن الموعد مع التطور الحاصل الآن في العالم من غياب البنيات وانعدام التصنيع وتأهيل الكفاءات وتكون القيم اللبراليةالمتوحشة هي المرشحة لإكتساح أفق العالم مستقبلا بدون منازع على مايبدو



والعولمة هي عودة الإستعمار من جديد لكن استعمار ثقافي يخترقنا عبر مواد الإستهلاك والبضاعات المستوردة والقنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية التي حولت العالم إلى بيت وكوخ صغير ومنافستها من طرف الدول الضعيفة شيئ مستحيل والحفاض علىتكريس القيم كما عودنا سابقا بات ايضا من المحال وقيمنا اليوم محتاجة لإقتصاد قوي حتى تتجنب الموت وهذا يتتطلب العمل التشاركي والعمل الجماعي والرد بوحده جاوزه التاريخ في ظل الأقطاب الإقتصادية القوية



ونافلة القول لابد من قطب التكتل يتجاوز كل مخلفات الماضي وكل التشنجات لنعيش على نبض القيم التي يتم تحيينها وتكيفها مع متطلبات المرحلة



ولأن أخطرما في العولمة ليس الإقتصاد ولا التصنيع والتسليح ولكن الثقافة هي من تخترقنا بسهولة



مناطق تواجد الأمازيغيين و اللهجات

يتوزع الناطقون باللغة الامازيغية في المغرب على ثلاث مناطق جغرافية واسعة، وعلى مجموعة من المدن المغربية الكبرى، وعلى عدد من الواحات الصحراوية الصغيرة. المناطق الثلاث الأمازيغية اللغة في المغرب هي :


1 - منطقة الريف الأوسط شمال المغرب : ويمتد الريف الأوسط الناطق بالريفية على مساحة حوالي 30.000 كيلومتر مربع ويسكنه حوالي 5.6 مليون من الناطقين بالريفية. ويوجد الناطقون بالريفية أيضا ببعض المناطق في الأطلس المتوسط وإقليم فكيك Figuig، بالإضافة إلى تواجدهم بمدن الشمال الغربي (طنجة، تطوان) ومدن الشرق (وجدة، بركان) بنسب قليلة جدا. (ويقدر العدد الإجمالي لبربر المغرب الناطقين بالريفية (تاريفيت) بحوالي 6 ملايين وتتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي، وإطلالها على البحر المتوسط والإنخفاض النسبي لدرجات الحرارة مقارنة ببقية المغرب.

2 - منطقة الأطلس المتوسط : هي منطقة واسعة متنوعة جغرافيا ومناخيا لا تطل على البحر، وتبلغ مساحتها ما لا يقل عن 50.000 كيلومتر مربع. وتتميز بقساوة في المناخ تتراوح ما بين البرد القارس في أعالي جبال أطلس وجفاف الصحراء الشرقية. (ويبلغ عدد السكان الناطقين بالأمازيغية الزيانية (تازايانيت) فيها حوالي 7 مليونين نسمة[بحاجة لمصدر]).

3- مناطق سوس: وهي مناطق واسعة متنوعة يغلب عليها المناخ الدافيء قرب البحر والحار في الداخل والبارد في جبال الأطلس. يبلغ مجموع مساحة هذه المناطق ما لا يقل عن 60.000 كيلومتر مربع. وتنتشر في هذه المناطق (تاشلحيت / تاسوسيت). (ويبلغ عدد السكان الناطقين بها هناك حوالي 4 ملايين نسمة[بحاجة لمصدر]). حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة من 65 إلى 80 % من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 34 مليون نسمة

[عدل]الجزائــر

حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة من 40إلى 50% من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 35مليون نسمة حسب احصائيات جانفي 2009 تنتشر اللغة الأمازيغية في الجزائر بمناطق كثييرة أهمها :

- منطقة القبائل: وتنتشر بها اللهجة القبائلية في المنطقة الواقعة شمال الجزائر ويبلغ عدد المتكلمين بها حوالي 07 ملايين مستعملة في منطقة القبائل التي تضم كل من ولايات تيزي وزو ، بجاية ،بومرداس ،البويرة وجزء من ولاية سطيف و برج بوعرريجو البليدة و المدية والجزائر العاصمة لتواجد الولاياة الاخيرات على حدود مع تيزي وزو وبجاية، كما أن ولايةالجزائر العاصمة 70 بالمائة من سكانها أمازيغ.

- منطقة الشاوية: تستعمل بالمنطقة اللهجة الشاوية في الجزائر و توجد كذلك بتونس من حيث التعداد البالغ قرابة 5 ملايين مستعلمة في ولايات باتنة ، خنشلة وأم البواقيعامة وجزء من بسكرة وتبسة وسوق اهراس و قالمةو سطيف و كذلك قسنطينة و الڨصرين(تونس) كامتداد لفروعها.

- بنو مزاب : تتركز اللغةالمزابية أساسا بولاية غرداية ( تغردايت ) الواقعة في الخط الأحمر بين الشمال والجنوب و هي الشبكة الجغرافية المسماة : وادي مْزاب يبلغ تعداد المتحدثين بالمزابية حوالي أكثر من ثلاثمائة ألف نسمة(300.000).

- الطوارق: تستعمل اللهجةالترقية عند الطوارق الذين يفضلون تسمية تماجيغت أي بقلب حرف الزاد بحرف الجيم ، يتواجد الطوارق خصوصا بولايات تمنراست ، إليزي، أدرار وبشار يبغ عدد المتحدثين بها حوالي أكثر من مليون و نصف مليون نسمة كما أن الطوارق يتواجدون كذلك في ليبيا و مالي و النيجر و حتى بوركينافاسو.

-الشناوية يتواجد استعمال هذه اللهجة بجبال الشنوة بولاية تيبازة يبلغ تعدادها حوالي 600 ألف نسمة.

الشلحة : متواجدة بولاية تلمسان على الحدود الجزائرية المغربية مستعملة ببني بوسعيد يبلغ عدد المتحدثين بها حوالي 13 ألف نسمة وأصل أمازيغ المنطقة من قبيلة زناتة.

-أمازيغ تقارقرانت: ويتواجدون بالقرب من ورقلة وتوقرت ونقوسة عدد مستعمليها غير محدد. كما يتواجد بالجزائر الكثير من المناطق الامازيغة المعربة حيث تستعمل هذه الممناطق الكثير من الكلمات الامازيغية مثلما هو الحال في ولاية جيجل وسكيدة وحتى بعض المناطق بغليزان.كما نجد لهجة تزناتيت بتيميمون ولاية ادرار ولهجة أخرى يتكلمونها في اقلي ولاية بشار وأخرى بالبيض (بوسمغون) ، ويوجد بولاية البليدة امازيغ " بني صالح و بني ميصرة و بني مسعود"

[عدل]تونس

يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية 000 800 نسمة ينتشرون في مطماطه، تطاوين، جزيرة جربة، ڨفصة، الڨصرين و جبال خمير

[عدل]ليبيا

يتركز أهلها في جبل نفوسة (الجبالية) وفي الشمال الغربي بمدينة زوارة (تامورت) أو (أتويلول) و(الغدامسية) في غدامس.

[عدل]مصر

هجرة المغاربة إلى مصر قديمة العهد. والطريق المغربي الذي يصل بلاد المغرب بمصر؛ كان معبراً مفتوحاً منذ أقدم العصور، ولكن بعد نزول الفاتحين العرب المسلمين في بلاد المغرب واحتكاكهم بالأمازيغ، قام التعرب الثقافي في بلاد المغرب بصورة تلفت النظر، ومثلت قبائل المغرب دوراً هاماً في تاريخ العروبة في مصر وشمالي إفريقية وبلاد السودان من السنغال في أقصى الغرب إلى الصومال في أقصى الشرق.

وكان ل الفاطميين أثر لا ينكر في هجرة جموع كبيرة من قبائل الأمازيغ المتعربة إلى مصر، فمن المعلوم أن الفاطميين قد اعتمدوا في تأسيس دولتهم في المغرب على قبيلة كتامة، وكانوا وجوه الدولة الفاطمية وأكابر أهلها. وكان أن انتقلت أغلب قبائل كتامة إلى مصر بانتقال الفاطميين إليها. وكانت منازلهم في القاهرة بحارة كانت تسمى حارة كتامة. كما وكانت منازل زويلة بحارة زويلة والباب المعروف بباب زويلة. ولهذا يعد العصر الفاطمي مرحلة هامة في تاريخ الهجرات المغربية إلى مصر، ففي هذا العصر انتقلت موجات كبيرة من المغرب، واستقرت في الجانب الغربي لمصر، في غربي الدلتا، والبحيرة والفيوم، والواحات وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر.


عادات الأمازيغ

لعادات والتقاليد الاجتماعية روافد التأثير الإسلامي إلى الأمازيغية. الأمازيغ لم يفهموا الإسلام بكيفية عميقة إلا عن طريق الترجمة من العربية، كما أنهم يتخذون أنواع العادات والفنون والإحتفالات وسائل للتلقين والإستيعاب. ومن أهم العادات التعليمية التي نذكر منها: التعليم الليلي وعرس القرآن وبخاري رمضان والمولد النبوي ثم أدوال بنوعيه: النزهة والسياحات.




التعليم الليلي



للمسجد (تِيمْزْكِيدَا) في حياة الأمازيغيين أهمية قصوى يؤكدها اعتباره النادي العام لأهل القرية ولايختلف عنه إلا من لاخير فيه، ولأستاذ المسجد احترام، وهو الإمام، والمؤذن (غالبا) وقارئ الحزب، ومعلم الدروس المسائية لعموم أطفال القرية، الذين وجدوا في التربية الإسلامية بالأمازيغية عادات تحفزهم للتلهف على حضور دروس المسجد الليلية المختلفة عن الدروس النهارية التي تعلم الملازمين دراسة القراءة والكتابة باللغة العربية وحفظ القرآن، فالليل يخصصونه للمراجعة عندما يتفرغ أستاذهم للدراسة الليلية التي تهتم كل مساء بتعليم الأطفال ذكورا وإناثا، وبالرعاة والحرفيين الذين لاوقت لهم للدراسة نهارا، وبهذه الدروس يتعلمون قواعد الإسلام، وأحيانا قد يضطر بعض الأساتذة لتغريم المتخلفين.

وللأطفال عادات يمارسونها تشوقهم إلى هذه الدروس الخاصة، كاعتيادهم الإنطلاق بعد صلاة المغرب في عموم أزقة القرية مرددين إنشادات جماعية بأصوات طفولية موحية تحث الصغار على الإلتحاق بالمسجد لتلقي الدروس الدينية، التي لايتخلف عنها ذكورهم وإناثهم ما لم يبلغوا سن الإحتلام، وعادة مايلتقي الجميع في الطريق المؤدي إلى المسجد فيكونون صفا واحدا حاملين الحطب (ليستعمل في الإنارة وتدفئة ماء الوضوء) وهم يرددون مرددات خاصة بتلك المسيرة. وقد ثمن ديكو دي طوريس هذه الدروس في إحدى ليالي سنة 1550م، التي شاهد فيها كيف يعلم بها الأمازيغيون أولادهم، وبعدما وصفها بدت له معقولة جدا إذ بعد أن يرعى الأطفال قطعانهم طوال النهار يجتمعون عند المساء في منزل معلم، وعلى ضوء نار عظيمة يوقدونها بالحطب الذي حملوه معهم يستظهرون دروسهم.



عرس القرآن



هناك عادات هيأها الأمازيغيون لتنتقل عبرها الأفكار الإسلامية من العربية إلى الأمازيغية بطرق غاية في التشويق والإيحاء. ومن أبرز تلك العادات سْلُوكْتْ التي تدعم الحضور الإسلامي في البيئة السوسية، فأثناءها يقرأ القرآن جماعيا، وتنشد قصيدتا البردة والهمزية للإمام البصيري، وكل ذلك باللغة العربية، ويتم فيها الشرح بالأمازيغية، لأن كل الفقهاء الأمازيغيين يفسرون معاني القرآن على قدر الطاقة.

إن سّلُوكْتْ احتفال خصصه الأمازيغيون لـالطّلبة كي يحضروا في جميع المناسبات، ويؤكدوا على حضور الإسلام في كل الممارسات، ولحضور مناسباتها يكون الطلبة قد تهيأوا واستعدوا وتزينوا بأحسن ماعندهم، ويستقبل مجيئهم بغاية الفرح والسرور، ويجلسون في أحسن مكان وعلى أجمل فراش، وتقدم إليهم أحسن أنواع الأطعمة، ويعبرون عن فرحتهم بحماسهم في أداء تاحزابت، وإنشاد شعر يمدح الكرماء في مايسمونه تّرجيز. ويعتمد حفل سْلوكْتْ على ثلاث دعائم: تاحزّابت والبوصيري وتّرجيز، ولكل منها دور في التفاعل القوي بين الأمازيغيين والمتن الإسلامي.



تاحزّابت



تاحزّابت نسبة إلى حزب القرآن الكريم، والمقصود بها نوع من أداء قراءة القرآن برفع الصوت بأقصى مافي حلوق الطلبة من قوة وتمطيط في القرآن جماعة في منتزهاتهم (أدوال)، أو في المواسم التي يتلاقون فيها. ولانراها بعيدة عن هدف تحريك مشاعر الأمازيغيين بطريقة إنشادية لمتن لايعرفون معانيه، ولكن طريقة إنشاده تخلق بجلالها تواصلا رائعا، ويتجلى تأثيرها البهيج على ملامح القراء الذين يؤدونها بحماس تجسده حركاتهم الموقعة بإيقاع طريقة القراءة، ويعبر عنه اندماجهم المطلق في الأداء، وكذلك ترحيب الناس وتشجيعهم لجودة القراءة. ولعل هذه الإحتفالية هي سر المحافظة عليها رغم ماواجههم من انتقادات، وقد قاومهم كبار العلماء ولكن لم يفيدوا فيه شيئا، وقد اهتم الشعر الأمازيغي التعليمي بالمتن القرآني، فنظمت أبيات ومقاطع بعضها خاص بالرسم القرآني، وبعضها بالتجويد. وكثيرا ماتنشد بالأمازيغية خلال حفل سلوكت القرآني.



البردة والهمزية



لاوجود لحفل سلوكت بدون إنشاد رائعتي البوصيري: البردة والهمزية وإذا كانت تاحزابت قناة للقرآن في مجال التفاعل بين الإسلام والأمازيغيين فإن البردة والهمزية قناتان للمديح النبوي من تأليف الإمام البوصيري (ت 696 هـ ـ 1296 م)، اكتسبتا نوعا من القدسية التي يوحي بها تلازمهما لـتاحزّابت القرآن، ولأن الإعتقاد في قدرات القرآن امتد إلى كتب دينية مثل صحيح البخاري ودلائل الخيرات (للجزولي) اللذين يحظيان في شمال إفريقيا باحترام بالغ، إلا أن أهم مثال في هذا المجال هو: البردة التي ترجمت إلى الأمازيغية وتكتب بها التمائم، وتنشد عند الدفن وتكتب على جدران المساجد، وتعتبر مع الهمزية ملازمتين لـسلوكت القرآنية أكثر من غيرهما من جل ماألف في المجال الإسلامي، ثم إن إنشادهما في نصهما العربي صار من أروع وأعذب الألحان التي يتأثر بها المستمعون في احتفالهم بالطلبة.



تّرجيز



الـتّرجـيز صيـغة أمازيغية لكلمة الترجيز في العربية، والمقصود بها في حفلة سلوكت إنشاد الأشعار العربية بطريقة خاصة، إذ يبدؤها فرد واحد منهم ثم يرددها بعـده الآخرون، ويتدخل آخر مضيفا أو مجيبا سابقه. ويمثل هذا الترجيز قمة التفاعل بين المستمعين الأمازيغيين الذين يجهلون العربية، وبين الطلبة الذين قد يدركون بعض معاني ماينشدون، والعلاقة الجامعة للتأثر بين المستمعين والقراء هي طريقة الإنشاد مما له علاقة واضحة عند العارفين بطريقة إنشاد حوار العقول الشعرية خلال العرض الشعري في أحواش، ومن أجمل مايوحي بوجود تلك العلاقة، ذلك الشعور الغامر الذي يعكس فرحة التأثر بمقروء سلوكت نهارا، وفرحة التمتع بالشعر المنشد في أحواش ليلا، تلك العادة التي تواكب قراءة القرآن في تاحزّابت وإنشاد الأشعار العربية في الإحتفال بـالطلبة في المواسم الكبرى حيث يلتقي عشرات الحفاظ في مجموعات يخصص لها مكان معين في الموسم. وتتناوب المجموعات على قراءة ربع حزب من القرآن لكل جماعة على حدة، فإذا وصل دور مجموعة منهم جاء جميع الحاضرين، ووقفوا عليهم يحصون عليهم الأنفاس، فإذا مالوا ولو خطأ في وقف أو إشباع أو قصر أو توسط أو غير ذلك من أنواع التجويد صفق لهم جميع الحاضرين من الطلبة تشهيرا للسامعين بعظم الزلة، وربما سمع التصفيق العوام المشتغلون بأنواع الإتجار خارج المدرسة فيصفقون هم أيضا لما رسخ في أذهانهم من فظاعة ذلك.

إننا نسمع كثيرا من يقول عن سلوكت إنها تامغرا ن لقران، أي عرس القرآن، لأنها احتفال له مقوماته الخاصة. إننا فعلا في عرس لايهتم بمباشرة تبليغ خطاب ديني بالأمازيغية، ولكن جلاله وجماله والإعتقاد في حصول الثواب به هو الذي جعلهم يقبلون عليه بكل حواسهم مخصصين له النهار كله كما يخصص قسط من الليل لاحتفال أحواش. يجب ألا نرى الإحتفال بالقرآن في عرسه تامغرا ن لقران مناقضا لاحتفال الرمز الشعري في عرسه: أحواش لأن العادات الأمازيغية تعتبرهما غير متناقضين، بل إن أحدهما يكمل الآخر بأداء وظائف محددة، ذلك أن سلوكت احتفال بكلام الله، وسنة رسوله وبحُفّاظهما، أما أحواش فاحتفال بفنية كلام العباد، وبنبل أعمالهم المعبر عنها بلسان الشعراء ءيماريرن ورّوايس إن سلوكت وأحواش احتفالان لاتتم بهجة مناسبة أمازيغية بدونهما، بل إن من عوائد المغرب وخصوصا سوسنا الأقصى، أن الأعراس والختمات القرآنية في الأفراح والإحتفالات عندهم سواء.

لباس المرأة الأمازيغية




لباس المرأة الامازيغية…



الأطلس المتوسط… ايموزار مرموشة نموذجا.







تعتبر الثقافة الامازيغية إرثا حضاريا. والثقافة بمفهومها العام كل ما يختزن. من مأكل وفنون، وتقاليد ولباس…



ولعل ما استهواني… اللباس عند المرأة الامازيغية بالأطلس المتوسط ، وبالضبط في منطقة ايموزار مرموشة…



فهذا التقليد، ظلت المرأة الامازيغية تحافظ عليه رغم عاديات الزمن. ويلاحظ أن هذا الموروث الثقافي العريق، بدا يعرف أفوله واندثاره لما يعرفه من غزو حضاري والتفتح على المعاصرة. وسأتطرق إلى كل نوع على حدة، محاولا وصفه دون الإخلال بالاسم الحقيقي لهذا النوع من اللباس…



1- تيرشاسين :: وهو حذاء أوان شئت على شكل بلغة.مصنوعة من الجلد ومطرزة بخيط ملون ، وغالبا ما يكون اصفرا أو اسودا أو احمرا. ويكون مرصعا بالموزون. وتيرشاسين تكون عالية من الكعب على شكل البلغة السوسية…



2- اسثاو: : وهو حزام تقمن النساء بحياكته بأنفسهن، لونه يكون عادة بالأسود والأحمر، والبني أحيانا، أما عرضه ، فيصل الىاربع سنتيمات أو خمس.وطوله يتراوح ما بين اربع أو خمس أمتار، تديره المرأة حول خصرها، ويبدو خارجيا، يساعد على حمل الحطب والسقي، وجمع الحصاد، ويساعدها كذلك على الانحناء والالتواء، والحركات اللاإرادية أثناء العمل. وبذلك يقي العمود الفقري من الاعوجاج، نظرا لما تقوم به المرأة المر موشية من أعمال شاقة…



3- تحانوت ::وهي عبارة عن عقيق صغير ودقيق جدا، مختلف الألوان ، يعطي فسيفساء متنوعا وأشكالا مقصودة، إما لحيوانات أو لأشجار من صميم الواقع المعيش.



4- تاسبنيث : :عبارة عن منديل ، يغطى به الرأس، وهو مزركش بألوان ، وخاصة بالأصفر، وهذا النوع يعم جميع المناطق الامازيغية فقط ، بحيث تتعمد بعض المعامل في المدن الكبرى إلى إنتاج هذا النوع وتسويقه في المناطق السالفة الذكر. كما تشد تاسبنيث بحزام يسمى – تعصابت – تشد بها المرأة رأسها فوق تاسبنيث. وتعصابت تنسجها بعض النساء الامازيغيات، كما أن تعصابت على وشك الانقراض بسبب موجة التغيير، علما أن العجائز لازلن يتشبثن بهذا التقليد. ولونها يكون بالأبيض والأسود. وطول تعصابت يصل إلى متر أو يزيد بقليل، أما عرضها يصل إلى خمس سنتيمات أو ثمانية…



5- تاميزارت :: هي عبارة عن رداء من الصوف والحرير، مزينة بموزون. لها خيطان تشدهما المرأة عند العنق. وتهديها الأم لابنتها عند زواجها. وتبقى لديها على الدوام.



6- تاسديت: :عبارة عن قلادة من- النقرة - ، مزينة بالنقود القديمة ، تزين بها المرأة الامازيغية عنقها.



7- تاونزا:: تشبه التاج وهي من معدن – النقرة – تزين الرأس.



وقد حافظت المرأة الامازيغية على هذا التقليد لمدة طويلة من الزمن رغم المتغيرات التي حصلت في المجتمعات.



تربية الفتاة الأمازيغية-القبائلية

أحد أهم المواضيع التي استأثرت باهتمام مختلف الباحثين والكتاب من الجزائر وخارجها ممن اقتربوا من المجتمع الأمازيغي وثقافته ووقفوا عند طبيعة التربية التي تتلقاها البنت في العائلة الأمازيغية. ويتصدر هؤلاء الكاتب الجزائري الكبير مولود فرعون الذي تحدث في كتابه «ابن الفقير»"le fils du pauvre" الصادر العام 0591 باللغة الفرنسية، وترجمه إلى العربية فيما بعد الشاعر السوري سليمان العيسى رفقة زوجته ملكة الأبيض عما أسماه قساوة التربية التي تتعرض لها الفتاة القبائلية منذ صغرها، ويحكي مولود فرعون في روايته كيف أن الفتاة تتحمل منذ


صغرها منذ سن الخامسة والسادسة قساوة الأب وضرب الأخ ولويصغرها سنا.

ونجد من الكتاب الأجانب الذين تطرقوا لخصوصية التربية التي تتلقاها الفتاة الأمازيغية، الكاتبة الفرنسية «Lacoste Du Jardin

Camille» في كتابها «6891» Des Meres Contre Des

Femmes أي «أمهات ضد نساء» وفيه تتحدث كيف أن التعليم إلى عهد غير قريب كان حكرا على الولد دون البنت في المجتمع الأمازيغي،

وتسوق عن ذلك مثلا عندما تشير أن الطفل عندما يصوم لأول مرة يمنح قلما وكراسا وكتابا، في حين توضع الحناء في يد

الفتاة الصغيرة التي تصوم للمرة الأولى وتوضع في يدها الأخرى كبة صوف، كرمز للواجب العائلي. وتقول الكاتبة الفرنسية إن الولد حينما يفطر «يكسر صيامه» تدعوله العائلة بالصحةوالهناء أما البنت

فتوضع في حجرها خبزة «تحبولت» وتدعولها الأم

بالستر مدى الحياة.

وتعد تربية الفتاة الأمازيغية مهمة الأم وحدها دون الأب الذي يولي كبير اعتنائه بالابن ليصنع منه ما يريد… وغالبا ما تتميز الأم بالقساوة وعدم اللطف بالفتاة فإذا بكت فلا تهرول الأم لإسكاتهاأوتسليتها أوالبحث عن أوجاعها فهي تتركها تبكي إلى

أن تسكت وعليها بالصبر بل يجب أن تعاقب من قبل

أخيها حتى تتعلم الخضوع والطاعة وتحمل الشدائد.

وإن كانت هذه المعاملة قاسية إلى حد كبير فإنها في الحقيقة بالغة الحكمة استنادا إلى اعتقاد الأمهات

اللواتي يرين أن مثل هذا التعامل يسهّل على البنت

العيش في البيت الزوجي المستقبلي في حالة ما إذا حرمت في ظله من الحنان أوالمعاملة الحسنة. وتقول النساء القبائليات وهن يرددن المثل الشعبي بما معناه باللغة العربية «بيوت الناس صعبة إن لمتقتلك أطفأت نورك شيئا فشيئا».

وأكثر من ذلك تنشأ الفتاة الأمازيغية منذ صغرها

على فكرة «عدم التكبر» على الطعام وأنها صالحة لأكل كل شيء… أما الطعام فتعده للرجل وليس لنفسها وعادة ما تعود الفتاة لبيت أهلها لمجرد أن الأكل الذي تحضره لعريسها لايصلح للاستهلاك ويقول المثل الشعبي القبائلي في هذا الشأن «تفقوست

تمرزوقت ذمولان» أي أن «البطيخة المرة لا يأكلها إلاّ أهلها الذين أنتجوها». وتقضي المرأة القبائلية سنوات الطفولة في بيت أهلها في إطار تربية صارمة الهدف منها تحضيرها لبيت الزوجية، وهي تربية ساهمت في خلق عالمين اثنين داخل الأسرة

القبائلية، عالم الرجل وعالم المرأة، الذي تطغى

عليه فكرة المرأة الخطر، وفكرة الخضوع والطاعة

والاختلاف.

والحقيقة أن المرأة في الثقافة الأمازيغية بمختلف

تفرعاتها وهي ثقافة شفوية تعتمد على النقل والذاكرة قوامها «الكلمة» التي لها قيمتها الاجتماعية والتاريخية، تحظى بأهمية كبرى من حيث وظيفتها الاجتماعية ويكفي العودة إلى بعض الأمثال

الشعبية التي يزخر بها الموروث الثقافي الأمازيغي

لإدراك أهمية هذا الدور ومنها «أخام بلا تمطوت أم

لبحار مبلا الحوت» أي أن البيت بلا امرأة كالبحر

بلا سمك.

وكذلك «أرقاز اكرز تمطوت تحرز» أي أن

الرجل يعمل في الأرض والمرأة تعرف كيف تحافظ وتتصرف بالمنتوج الذي يجلبه الرجل. وهناك عنصران أساسيان مرتبطان بمكانة المرأة القبائلية وهما

«الحرمة» و«العناية» وتتمثل الحرمة في عدم

الاعتداء على شرف المرأة ومقابلة ذلك بعقاب شديد لغته الرصاص وحده.

أما العناية فمعناه الحماية التي هي من حق المرأة الأم والزوجة من لدن الزوج بعد مرحلة الزواج، وهي المرحلة التي تساعد المرأة

القبائلية على السموالاجتماعي.

الزواج مهمة السلالة يبدأ التفكير في تزويج الفتاة القبائلية منذ سن التاسعة والعاشرة. وقد تكون مخطوبة مباشرة بعد

الولادة.

ولقد دفع هذا الوضع الاجتماعي الحاكم الفرنسي زمن الوجود الاستعماري الفرنسي بالجزائر إلى سن قوانين عرفت بـ «حماية الأحداث» العام 1902 و«حماية المرأة» العام 1930، وبموجب هذين القانونين تم إلغاء قانون الإجبار على الزواج

وتحديد سن الزواج بـ 15سنة.

وتمكين المرأة من المطالبة بالطلاق بفضل قانون 19/05/1931وجاءت هذه القوانين عقب كشف أحد القادة الفرنسيين لحاكم

«مزرانة» عن تزويج فتاة عمرها 9 سنوات وخطوبة بنت

أخرى لايتعدى سنها 3 سنوات بمنطقة «دلس» التابعة

حاليا لولاية بومرداس «50كلم شرق العاصمة الجزائر» حيث الوجود القبائلي الكبير.

وتعتبر المرأة القبائلية في المجتمع الأمازيغي آخر من يسمع بخبر الزواج أواسم العريس. فوالدها أوولي أمرها مطالب باستشارة أقربائه وأهله وليس ابنته.

فالزواج في هذا المجتمع مهمة الجماعة كلها وليس قرانا يخص الزوجين فقط بل سبيل لتوطيد العلاقة بين المجموعات القبلية والعائلات.

وعادة ما يكون الزواج داخل العائلة الواحدة لضمان استمرارية

النسب تكون فيه الفتاة وسيلة لتعميق اندماج جماعة

الأنساب والتزويج المبكر ضمان للإنجاب أوكما يسمى

«الخلفة» السريعة والكثيرة. ويكاد الزواج داخل

المجتمع القبائلي يتخذ شكل «الزواج السياسي»

فمصالح العائلات في ظل القبيلة الواحدة هي المصالح

الرسمية للسلالة التي تخضع للتحالفات

والاستراتيجيات والمكتسبات المشتركة.

ويراعى في الزواج القبائلي ضرورة أن تكون

العائلات من مركز اجتماعي واحد ونسوق على سبيل

المثال ما يعرف بزواج المرابطين حيث تظل دائرة

الزواج بالفتاة التي لها جد وهب حياته واسمه لخدمة

الدين مغلقة في وجه العائلات التي لا تنحدر من جد

«طاهر». ويفضل «المرابطون» النسب على الغنى

والانتماء إلى الشرفاء والطاهرين.

وتراعي العائلات القبائلية إلى جانب النسب الشريف

شروطا جمالية شديدة الدقة تحقيقا للمثل الشعبي

«أريد لابني امرأة ونصف» والاهتمام بجمال العروسة

تعكسه الحكايات والقصص الشعبية والبطلات الجميلات.

ولعل أول عنصر جمالي يتكرر ذكره في أشعار الأمازيغ

وأغانيهم هوعنصر الجمال، ويعد الشعر في المجتمع،

إلى جانب كونه وسيلة للتذكير بالتاريخ والحفاظ

عليه، نوعا من أنواع النشاط الاجتماعي الذي يشترك

فيه الجميع.

فالإنسان الأمازيغي شاعر بطبعه،

وشعراء القبائل كثيرون ومن من الجزائريين عامة لا

يعرف الشاعر القبائلي الكبير «سي محند أومحند»

أوالشيخ «موحند ولحوسين».

ويعد أول عنصر جمالي يتم التشديد عليه حين خطبة

الفتاة الأمازيغية البياض المرفوق بالضياء، بالأخص

بياض العنق الذي من الضروري أن يكون شديد الصفاء

إلى درجة الشفافية. وبالمقابل لا تسلم المرأة

القبائلية من الانتقادات حتى ولوكانت غاية في

الجمال والحسن بالأخص عند فقدان الشرف، وهي مطالبة



بالاحتفاظ بالبكارة وتسمى باللغة الأمازيغية

«الشباحة» أو«أصفا» مهما كانت الظروف. ويدل

الاحتفاظ بالبكارة على الخضوع للقيم الاجتماعية.

وكان هل القبائل في القديم لايتأخرون في التخلص

من البنت التي فقدت شرفها رميا بالرصاص ولايزال



ذلك يحدث إلى يومنا هذا.

حكايات حبات القمح والشعير

تتهيأ المرأة القبائلية قبل زواجها لوظيفة الإنجاب

فهي في اليوم الذي يسبق زفافها تزينها النسوة

بأجمل ما لديها من ألبسة وحلي فضية فتحيط خصرها

بحزام حريري يمسك طرفيه ولد صغير تضعه العروس فوق

حجرها كفأل خير. وتكثر النساء اللائي يأتين

لمباركة العروسة من الدعاء بإنجاب الذكر مثل قولهن

«أمتروذقشيش» أي نتمنى أن يكون «المولود ذكرا»

أو«نشاء الله ذزواج أبراش» أي جعل الله هذا الزواج

لإنجاب الأولاد «الذكور» أو«أكمد سفرح ربي سوقشيش



أي فرّحك الله بولد».



وبرز تنشئة الفتاة القبائلية في ظل ثقافة إنجاب

الولد من خلال أدعية العجائز والشيوخ على حد سواء

في سائر الحياة الاجتماعية وترديدهم «ربنا ارزقنا

الصحة والنعمة والأولاد وابعد عنا الأحزان

والأمراض والبنات»! وهناك المثل القبائلي «شباحا

تمطوت ذلولاد» أي أن زينة المرأة هي الذرية لكن

الولد الذكر فقط!!. وتتميز فترة الحمل عند المرأة

القبائلية بالقلق الحاد بل عادة ما تكون قبل الوضع

أكثر نساء العالم قلقا مثلما تعترف هي ذاتها في



أحاديثها مع نظيرتها.



ومن أطرف ما تختزنه الذاكرة الجماعية للموروث

الشعبي القبائلي حكايات حبات الشعير والقمح التي

قد تزيد أوتذهب نهائيا حالة القلق الذي يسكن

المرأة القبائلية منذ الأشهر الأولى من فترة

الحمل، فإذا حدث وأن وجدت المرأة القبائلية في

ثريد الكسكسي الذي تتناوله حبة قمح فهي تسرّ كثيرا

وتعتقد أنها ستنجب ذكرا بينما تقلب حبة الشعير

التي تعثر عليها وسط حبات الكسكسي سائر الأيام

المتبقية من الحمل إلى جحيم وحزن. وعادة ما ترمي

المرأة القبائلية الحامل الملعقة وتتعوذ من

الشيطان وتلعنه، لأن حبة الشعيرفي اعتقادها هي



الإعلان المبكر عن مولد الأنثى.

وعادة ما يعقب ولادة البنت صمت كبير وحزن شديد

وتحول مباركة الجيران والأحباب لأهل «النفساء»

إلى الدعوة بإنجاب الولد والمواساة بالصبر، كما

لوأنهم حضروا لتعزية أهل الفقيد. وثمة اعتقادات

شعبية تقول إن «ازدياد الولد حدث يفرح الملائكة

بينما يبكيهم ويحزنهم ازدياد البنت» وغالبا ما

تصبح المرأة القبائلية التي يكون قدرها ونصيبها في

الدنيا إنجاب البنات فقط، كائنا اجتماعيا غير

مرغوب فيه، يتعوذ منها الجميع بما في ذلك أهلها

وأهل الزوج بمثل الطريقة التي يتعوذون بها من

الشيطان!! وكثيرا ما تكون «خلفة» البنات المتكررة

السبب الرئيسي في حالات الطلاق المنتشرة بنسب

معتبرة في الوسط القبائلي، وكثيرا ما تذرف الأم

النفساء وأهلها الدموع الكثيرة عندما يكون المولود

الأنثى هي الثالثة أوالرابعة بعد إناث أخريات ولا

سبيل البتة لتخفيف شدة حزنهم.



«ليلة الحنة»



يتحول العرس القبائلي بأيامه ولياليه «ثلاثة أيام»

التي لم يتم اختزالها في يوم واحد بعد مثلما

هوالحال في عدد من المدن الجزائرية وفي مقدمتها

الجزائر العاصمة، يتحول إلى لوحة تشكيلية متمازجة

الألوان، فوحدها «الجبة القبائلية» التي لا

تخلومنها حقيبة سائحة أجنبية تتجول في سوق بلاد

القبائل، تملأ المكان ألوانا وأشكالا… فهي «أي

الجبة القبائلية» بتفصيلها التقليدي الذي تغيره

صرعات الموضة، تزينها ما لا يقل عن عشرة ألوان

زاهية تعرف لدى الجزائريين بالألوان القبائلية

التي يتم الحصول عليها من الطبيعة وعلى رأسها

اللون الوردي «الحاد» والبرتقالي المائل للاصفرار

والأخضر الفاتح البراق والأحمر القاتم… ويزيد من

جمال الجبة القبائلية التي تحاط من فوق على مستوى

الخصر بما يسمى بـ «الفوطة» تلك الأشكال الهندسية

الدائرية والمربعة والثلاثية التي تتفنن النسوة في

رسمها باستعمال خيوط «الزقزاق» وهي خيوط مسننة

الجانبين مصنوعة من القطن الخالص ألوانها

لامتناهية تحول الجبة القبائلية إلى لوحة فنية



تكاد تنطق حسنا وزهوا.

وإلى جانب الجبة القبائلية التي تعد إحدى أهم

العناصر التي تصنع خصوصية العرس القبائلي وتشدّ

انتباه الأجنبي، يحتل الكسكس القبائلي مكانة هامة

لدى المدعوين الذين يسيل لعابهم من الروائح الطيبة

المنبعثة من المساحات الكبيرة التي تحتلها النسوة

لتحضير «الصفرات». ويتميز الكسكس القبائلي بحباته

الخشنة من حيث حجمها لكنها طرية وسهلة الهضم

ويختلف مرق الكسكس القبائلي عن ذلك الذي تحضره

العائلات العربية في أعراسها بشرائح البصل الكبيرة

وحبات الفاصولياء الخضراء التي تملأ المرق الأحمر

والحمص الكثير الذي يعلووجه الطبق فيما يبقى ذوقه

الرفيع، مما تجده مضمونا بامتياز وأنت تتناول



الملعقة استعدادا للأكل.

وللمرأة القبائلية دور كبير في إحياء المناسبات

السارة أو«الأورار» باللسان الأمازيغي، مثلما لها

دور هام في جلسات التأبين أوالبكاء. وإن يتداول في

المجتمع القبائلي أن المرأة «تستهلك» الغناء مثلما

تستهلك الخبز، فإن الغناء أو«أشنا» بالأمازيغية



يحرم عليها في حضرة الرجل.

وتكتسي ليلة الحناء أهمية قصوى في العرس القبائلي

من حيث دلالتها الاجتماعية بالنسبة للرجل وليس

للمرأة… فهي عند الرجل القبائلي شرط استيفائه

الرجولة وتحمل المسؤولية بل خطوة نحوالارتقاء

الاجتماعي.

ونظرا لأهمية ليلة الحناء فهي تتصدر

اليوم الأول من الأيام الثلاثة الهامة التي يمتد

إليها العرس ويسمى هذا اليوم «أعقن» أي الأمر

الواضح والرسمي. وتبرز أهمية ليلة الحناء عند

الرجل القبائلي في سائر الطقوس والمعتقدات التي

ترافق جلسة الحناء في بيت العريس… ففي هذه

الليلة يجتمع الأهل والأحباب عنده لتناول العشاء

قبل تحنيته. عندها يعمد الرجل الذي أوكل له شرف

تحنية العريس لمكانته الاجتماعية في السلم العائلي

أوالبيئة المحيطة، إلى أن يضع أمام العريس كل ما

يرمز إلى الصفاء والطهارة من ماء وحلي فضية وبيض،

بعدها يبدأ بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم

والتعوذ من الشيطان من خلال أبيات شعرية يشاركه في

ترديدها بعض الحضور، وتباركها زغاريد النسوة



المختبئات وراء الستائر.

وتمر جلسة الحناء بثلاث مراحل أساسية… المرحلة

الأولى تسمى «أحباس الحني» أوما معناه حجز العريس

والمحافظة عليه حتى لا تصله القوى الشريرة، وفي

هذه المرحلة يجهر المختص بالتحنية أنه وضع الحناء

في مكان آمن وبعيد، لا تراه الوحوش ولا تصله

الأفاعي والشياطين، ثم تأتي المرحلة الثانية أي

مرحلة استرجاع الحناء التي يقال أنها وصلت

الصحاري البعيدة، والفيافي وأعماق البحار، وأخيرا

المرحلة الثالثة حين تتم تحنية العريس الذي ينهض

بعدها ويكسر إناء الحناء برجله اليمنى أمام

المدعوين، ويدل هذا السلوك على معنيين، الأول

هوالانتماء إلى جماعة الرجال المحترمين فضلا عن

رمزية «وضع المرأة تحت نفوذه وتصرفه» والثاني

حوله على شيء جديد من حيث علاقته بمن ينتمي إليهم

وتتغير مكانة العريس ابتداء من تلك الليلة.



«إضبالن» و«أمنداير»

لا يخلوأي عرس قبائلي مهما كانت المكانة

الاجتماعية لأهل العرس من «إضبالن» أوالطبابلة

باللهجة العامية الجزائرية، وهم فرقة الموسيقيين

الذين يستعملون الطبل والمزمار والبندير «أمنداير»

كأدوات موسيقية رئيسية ووحيدة في إحياء المناسبات

السارة من زواج وختان. ويطلق على هؤلاء أيضا اسم

«إفراحن» أي صانعوالفرح والبهجة، وهم معروفون

بتنقلاتهم الكثيرة من قرية إلى أخرى ومن بيت إلى

آخر، ويكثر الطلب عليهم من قبل العائلات التي تعيش

في المهجر وبالأخص في فرنسا والتي تعود إلى الوطن

موسم الصيف عموما لزفاف أبنائها أوطهارتهم وهم

يسترجعون مع فرقة الموسيقيين كل عبق الماضي ورائحة



البلاد والارتباط بالأرض.

وكل شيء مسموح عندما تحضر فرقة «إضبالن» إذ حتى

النساء القبائليات اللائي لا يبرحن البيت ولايخرجن

يسمح لهن بالوقوف أمام البيوت ليشاطرن الرجال

فرحتهم ولا أحد يطلب من زوجته الدخول إلى البيت

أوالاختباء وراء الباب وكثيرا ما تجد العجائز في

غمرة الفرح بلباسهن التقليدي الأصيل يتغلغلن وسط



الرجال ليرقصن بدورهن والفرحة تملأ وجوههن.

وبمجرد انصراف فرقة إضبالن لايتأخر الرجال في أمر



نسائهن بالدخول إلى البيوت وغلق الأبواب.



وعادة ما تتكون فرقة «إضبالن» من ثلاثة إلى خمسة



عازفين… العازف على «أتيلوث» الغيطة أوالمزمار

والعازف على «إنضبل» الطبل والعازف على «أمنداير»

البندير.

وكانت الغيطة تستعمل خصيصا من قبل

«أسكلاوين» وهم المنحدرون من السود الذين استقروا

في بلاد القبائل وعرفوا بعدها بحرف محددة مثل



الجزارة والحدادة والموسيقى.

ومثلهن مثل الرجال تجد في المجتمع القبائلي فرق

نسائية للموسيقى تدعى «ثضابلت» وجدن استجابة لقيمة

«الحرمة» بين الرجال والنساء، فلا يجوز للمرأة

القبائلية أن تغني كما أسلفنا في حضرة الرجل، ولا

يجوز للرجل أن يخترق جلسات النساء، فكانت الحاجة

لفرق فنية نسائية تقيم حفلات العروس في بيتها

وتغمره فرحا.ومعروف السجل الغنائي القبائلي بأصوات

نسائية ذاع صيتها محليا ودوليا وبعض هذه الأصوات

غنى فوق مسرح الأولمبيا بباريس مثل الفنانة شريفة

التي عرفت زمن السبعينيات بأغانيها القبائلية

التراثية مثلها مثل الفنانة جميلة كما تعج الساحة

الفنية الجزائرية حاليا بفنانات قبائليات لهن

طابعهن الأصيل غالبيتهن يعشن في المهجر وتخفق قلوب

الجزائريين من غير القبائل لسماعهن والرقص على

إيقاع الموسيقى الأمازيغية عامة ومن بين هذه

الأصوات نذكر مليكة دومران وماسة بوشافة.

الأسطور انتي

عنتي (يعرف أيضا ب: آنتايوس أو آنتي) هو بطل من الميثولوجيا الأمازيغية، بحيث كان هذا الأخير حامي أرض الأمازيغ ضد الأجانب الذين حاولوا إيذاء الأمازيغ. كما إرتبط بالميثولوجيا الأغريقية...




معنى اسم عنتي :



لا يعرف معنى إسم عنتي على وجه الدقة، بل ولربما لا يعرف إسمه الأصلي الدقيق. ويسميه البعض عنتي، في حين يسمى أيضا ب : آنتي و آنتايوس.



يعتقد البعض أن إسمه عنتي، كما كان يوصف حوروس حوروس عنتي. وهو ما قد يعني أن إسمه قد يعني : المصارع أو المحارب كما تعني في اللغة المصرية القديمة، بافتراض أن الإسم حامي الأصل يوجد في اللغة المصرية القديمة والأمازيغة التين ترتبطان إلى درجة ما فيما بينهما. وهو ما ذهب اليه الأستاذ مصطفى أعشي.



يقول حفيظ خضيري (اسفض) باحث في الميتولوجيا واللغة الأمازيغية :



"إن اسم عنتي إسم مُحَرَّف وإسمه الحقيقي "انتر" أولاً لأن حرف العين غير موجود في الأمازيغية. فالعين ينطقها العبريون وأبناء عمومتهم العرب، ومقابلها عندنا حرف "الألف" وبالتالي فانتر معناه الذًي يدفن. والاسطورة كما تروى فإن انتر يدفن كل غاز. واشتقاقية كلمة انتر اتت من "اكر-اشر" ومعناه التراب. ثم إن أمه كايا هي أصلا اكل (الأرض) يستمد بها انتر قوته".



انتي حسب الأسطورة :



حسب الأسطورة فعنتي هو ابن رب البحر بوسيدون، وربة الأرض غايا، وزوج تينجا التي تسمى أيضا تنجيس. وهو ما نقله لنا المؤرخون القدماء. وهذا لا يعني وجود معبودين عند كلا الشعبين. فالأسطورة الإغريقية تعرفه بالعملاق الليبي، أي الأمازيغي. كما أن هرقل الذي صارعه، صارع خارج بلاد الإغريق حسب الأسطورة الإغريقية.



اعتماداً على عدد من الروايات، يرجح الباحثون أن يكون انتي قد أقام في مدينة طنجة، التي كانت تعرف بتينجيس. وحسب العديد من الكتاب القدماء فإن حدائق الهسبريد التي حدد موقعها عند الكتاب الكلاسيكيين بين منطقة طنجة والليكسوس كانت مقرا لعنتي. ويعتقد بومبونيوس أنه في طنجة ترس عنتي الضخم، وهو مصنوع من جلد الفيل، وأنه نظرا لضخامته لم يقدر احد على حمله واستعماله.



لا يعتبر عنتي إلها بالمفهوم الكلاسيكي للآلهة عند الشعوب القديمة كبوصيدون وزيوس وغيرهم من الألهة، وإنما يعتبر بطلا من أنصاف الآلهة، المعروفون أيضا بالعمالقة، وهو من العبادات التي ظهرت في وقت متأخر ولم تكن معروفة في عهد هوميروس، ويعتقد الباحثون أنها ظهرت خلال القرن الخامس قبل الميلاد بالنسبة للأغريق.



أنصاف الآلهة هي غالباً ما تكون ثمرة ترابط بين إله كامل وامرأة قابلة للموت حسب الأساطير، ومثاله هرقل الذي ولد من زيوس وألكمنه، وبرسيوس الذي ولد من زيوس وداناي. أما عنتي فرغم تصنيفه ضمن هذه العبادات فهو ابن لأله وإلهة متكاملين وهما بوصيدون وغايا التي تعرف أحيانا بأم العماليق.



يكمن دور العماليق في مساعدة الإنسان، وكانت الشعوب تنسب نفساً إلى بطل من الأبطال، وتعتبره زعيماً لها تخضع لحمايته. وهو ما ينطبق على عنتي.



دور عنتي حسب الأسطورة :



يكمن دور عنتي حسب المصادر التي وصلتنا في كونه البطل الذي لا يهزم طالما أمكنه الاتصال بأمه الأرض، وتكفل بحماية أرض الأمازيغ ضد كل من حاول التسلل إليها قصد إيذائ الأمازيغ. وذكر كل من ديودور وبيندار وغيرهم أن عنتي كان يقدم على قطع رؤوس الغرباء الذين حاولوا التسلل إلى البلاد التي يحكمها. وكان يبني بجماجمهم معبدا لأبيه بوسيدون.



عنتي وهرقل :



ظل عنتي بطلا أسطورياً لا يقهر، وكان سلاحه سلاحاً سرياً هو أمه الأرض غايا. وكان يصارع كل الغرباء، وعندما تضعف قواه ينزل إلى الأرض و ينشر التراب على جسمه أو ينتشر عليه، وبذلك يستعيد قواه من جديد. وبقي الأمر على هذا النحو إلى تمكن البطل الأغريقي من اكتشاف سره.



حسب المصادر الإغريقية فإن هرقل كان عائداً بعد تمكنه من الحصول على التفاح الذهبي الذي أخذهما من الهسبريد، عائداً الى مدينة ميسينا، فتحداه عنتي في المصارعة فصارعه هرقل وفي صراع أسطوري طويل تمكن هرقل من معرفة نقطة ضعف عنتي فرفعه عن الأرض وضعفت قواه، وبالتالي تمكن من القضاء عليه. وهو ما اعتبر أحد أهم أعماله إلى جانب المهام الأثني عشر المستحيلة التي أنجزها ليفوز بالأبدية.



ونظراً لشهرة هذا الصراع الأسطوري، فقد تم رسمه في الأيقونات الأغريقية، واللافت أن الأغريق قد رسموه بشكل يبرز خصائص كل من شعبي البطلين، إذ تم رسم عنتي بشعر طويل ولحية طويلة وهي من مميزات مظهر الأمازيغ القدماء، في حين رسم هرقل بمظهر يمثل الإغريق القدماء أي بشعر قصير ولحية منظمة كما تميز به الاغريق. كما أن متحف اللوفر الفرنسي لازال يحتفظ برسم للفنان الأثيني أوفرونيوس، وهو عبارة عن لوحة تمثل البطل الأمازيغي عنتي وهو يصارع هرقل.



قبر عنتي :



إذا كان الصراع الأسطوري بين هرقل وعنتي قد عرف شهرة كبيرة، فإن قبر عنتي لم يقل شهرة وغرابة عن ذلك. فكما أبلغتنا المصادر الكلاسيكية، فقد قام الأمازيغ بوضع قبر لمعبودهم عنتي وكان حجمه مصدر شهرته منذ العصور القديمة. وهذا يرجع إلى ضخامة حجم القبر الذي وضع له.



أشار بلوتاركوس إلى أن أحد القادة الرومان وهو سيرتوريوس سمع بأن قبر عنتي موجود في طنجة، فقرر زيارة طنجة المعروفة آنذاك باسم طنجيس أو تينجا للإطلاع على قبره والتأكد من صحة ضخامته، لأنه لم يصدق ما يرويه البرابرة. فأخذه الأمازيغ إلى قبره ولاحظ بالفعل ضخامة حجمه التي بلغت قرابة الثلاثين متراً، فتيقن من عظمة معبودهم، وأخذه الإنبهار وذبح حيواناً قرباناً له إحياء لذكراه، وأثبت له كرامته ونمت شهرته بذلك. وحسب الروايات الكلاسيكية عندما ينتقص شخص ما مما يوجد فوق القبر "قبر عنتي" فإن المطر سيتساقط مباشرة بعد ذلك.



إلى جانب المصادر الكلاسيكية، فقد أقيمت بعثات عصرية لدراسة القبر، ويبرز قبر عنتي المتواجد في قرية مزوارة على بعد بضعة كيلوميترات عن طنجة، في شكل دائري محيطة ما يقارب خمسين متراً، وهو ما يثير اعجاب سكان المنطقة.



رمزية القضاء على عنتي :



يعتقد البعض أن الصراع الأسطوري الذي وقع بين العملاقين عنتي وهرقل يجسدان صراعاً واقعياً بين الأمازيغ والإغريق، وهو صراع دار بين كلا الشعبين خلال القرنين السادس و الخامس قبل الميلاد. وهو صراع تميز بالشراسة قادته قبيلة الناسمون إلى جانب القرطاجيين بدافع المصلحة المشتركة التجارية على ما يبدو. قامت فيه قبيلة الناسمون بتجهيز صف أمازيغي كبير ضد الأغريق، فاكتسحوا فيه عدة مناطق إغريقية، وتمت فيه محاصرة الإغريق في منطقة بنغازي الحالية، ولم يتمكن الإغريق من الخلاص منه إلا بعد الإستنجاد بأسبرطة التي أرسلت أسطولا تمكن من فك الحصار.



يرى الأستاذ محمد الطاهر الجراري أن صراع هرقل وعنتي يبرز مدى شراسة الصراع الليبي الأمازيغي رغم عدم توفر المصادر بشكل كبير، مستدلاً بذلك بما رواه الكتاب القدماء عن صراع عنتي وهرقل. بحيث ذكر أن بندار أحد أهم شعراء الإغريق قد شبه أحد المنتصرين بهرقل دلالة على عناده وإصراره في حين شبه خصومه بالبطل الأمازيغي عنتي الذي انتصر عليه هرقل بالحيلة رغم قوته كما يروي بندار...

الوشم الأمازيغي: جمال وهوية


علامات ورموز وزخارف باللون الأخضر أو الأزرق تناجي بها المرأة الأمازيغة الرجل مبشرة إياه بنضجها العاطفي والجنسي، تزين بها وجهها بشكل فاتن أو عنقها أو أماكن حساسة من جسدها. غير أن الوشم بالعربية أو تكاز بلسان الأمازيغ ليس مجرد متعة وزينة استعملتها المرأة في زمن معين، بل إن لهذا الوشم ارتباط عميق بما هو هوياتي واجتماعي، وكان كفيلا بصناعة لغة جسد جميلة تخاطب الآخر ببلاغة.




الوشم... جمال وهوية



تؤكد فاطمة فائز باحثة في انتروبلوجيا الدين والثقافة الشعبية بالمغرب أن " الوشم يدخل ضمن آداب السلوك الاجتماعي ، يرتبط بالجسد الموشوم وبحياته، ويموت بموته، كما يشكل جسرا للربط بين ماهو روحي ومادي في الجسد ذاته. وللوشم كذلك رمزية اجتماعية وسياسية قوية، فهو يشكل أساس الانتماء الاجتماعي وركيزة الإحساس بالانتماء الموحد، والشعور بالهوية المشتركة والتي ساهمت في ضمان حد كبير من التناغم بين كافة أطراف القبيلة. كما أن الوشم يحيل على هوية واضعه وانتمائه القبلي، شانه في ذلك شان الزخارف النسيجية المبثوثة بشكل خاص في رداء المرأة المعروف ب " الحايك" / "تاحنديرت" عدا عن الزربية والحنبل التقليدييين. ولأن الوشم يكتسي بعاد استيطيقيا فهو يتغيى إبراز مفاتن المرأة وأنوثتها، ويصير خطابا يستهدف الاخر ويوظف لإيقاظ الشهوة فيه وإغراءه وإثارته جنسيا".



أنا موشومة، إذا أنا ناضجة جنسيا



ويذهب الباحثون في الموضوع إلى الإعتقاد بان الوشم فوق جسد المرأة هو دليل على الاكتمال والنضج الجنسي لديها وعلامة العافية والخصوبة ، فلا توشم إلا الفتاة المؤهلة للزواج. كما يقال أنه دلالة على اكتمالها جمالا، وقدرتها على تحمل أعباء الحياة الزوجية كما تحملت آلام الوخز. غير أن هناك من يخالف هذا القول ويظن أن الوشم بكل ما يعنيه من وخز وألم كان يستعمل لكبح جماح الغريزة وتدبير الطاقة الجنسية لدى الفتاة. ويستندون في تبرير ظنهم هذا بوجود الوشم لدى بعض النساء في أماكن حساسة ومستورة من جسدهن كالثديين والفخذين وهو ماقد يكون علاجا زجريا لهن في حالات الفوران الجنسي.



الواشمة...كاهنة متخرجة من الأضرحة



لم تكن الفتاة الأمازيغية تعرف سبب إصرار والدتها على أن تذهب بها إلى الواشمة التي قد تكون كاهنة متخرجة من ضريح أو تلميذة كاهنة سابقة وقد تكون أم الفتاة . وقد تقاوم الفتاة خوفا من الألم ومن رؤية دمها يسيل في عادة تجهل خلفياتها، غير أن قدرها أن تجلس كفتاة عاقلة مستسلمة للواشمة. تحدث هذه الأخيرة جرحا بسيطا دقيقا بالإبرة على الشكل المطلوب حسب النماذج السائدة، وفي المكان المرغوب توشيمه، ثم تضع فوقه مسحوق الكحل وبعد مدة يلتئم الجرح ويصبح بلون أخضر. أما إذا أريد أن يكون لونه أزرق فتستعمل صبغة النيلة.



وتضيف الباحثة فاطمة فائز" كان إنجاز الوشم جزءا من طقوس الكهانة، تقوم به امرأة كاهنة، تكون قد خضعت لطقوس التكريس عند ضريح ولي متخصص، حيث ترى في منامها هناك بأنها تستلم إبرة الوشم. شأنها شأن الشاعر الذي يبدأ رحلة إبداعه بالنوم إلى جوار ضريح أحد الأولياء، كما أنها قد تستلهمه من إحدى الممارسات العريقات اللواتي يحول سنهن المتقدم في الغالب دون الاستمرار بممارستها فيبحثن عمن يكمل مسيرتهن. ومن هنا فقد كان الوشم أيضا ينجز في أجواء طقوسية مفحمة بالرموز والدلالات التي تكفل الاتصال بعالم الماوراء، وكان يقصد منها استجلاب نعم الآلهة ورضاها واتقاء نقمها وغضبها. ومن ثمة كانت ممارسات الوشم الطقوسية تبتغي طلب الزواج للعازبة وطلب الخصوبة للعاقر، كما أنه عموما يرجى منه التحصن من العين الشريرة ودرء كل الأضرار الواقعة منها والمتوقعة" .



حضور الوشم في النص الشعري



ولأن الوشم كما قلنا له دلالة جمالية بالدرجة الأولى فلا بد وأنه قد استفز إلهام الشعراء وأثار لعاب المخيلة الإبداعية وفي هذا الباب كتب الكاتب الأمازيغي سعيد بلغربي مقالا بعنوان المرأة والوشم في الشعر الأمازيغي بالريف أو حينما يصبح الجسد مجالا للإبداع يقول في إحدى فقراته"ويكتسي الوشم في ظاهره وباطنه دلالات عديدة وعميقة، فهو يأخذ من جسم الإنسان فضاء للتدوين والكتابة ولوحة للرسم والخط .تقول الشاعرة الأمازيغية في هذا الصدد:

أسيذي عزيزي إينو, راجايي أذكنفيغ ) أرجوك ياعمي تريث قليلا(

ثيريت إينو ثهرش, ذ تيكاز إيذين ؤريغ )عنقي تؤلمني بسبب الوشم !(

إن الشاعرة هنا، مقبلة على الزواج، ترجو وتلتمس من أسرة عمها حيث يوجد العريس، أن ينتظروا ويتريثوا قليلا حتى تبرأ وتلتئم الجروح التي خلفها وخز الوشم في عنقها. يأخذ البيت الشعري هنا تيمات متعددة يبرز فيها الجسد فضاءا للإبداع والكتابة، وجعله لوحة تنطق بالجمال والحسن الذي تؤثثه وتزينه الرموز الملونة المختلفة الألوان والأشكال والدلالات على جسد مقبل على الزواج.

إن المرأة الواشم مبدعة تكتب لتضع لذة النص ـ أو الرمز ـ المكتوب بيد المتلقي ذكرا أو أنثى لاكتشاف نهايات الجسد الأنثوي الاشتهائية، ينتقل عبرها الجسم من نظام الأيقونة إلى الجسم اللاهوتي .

ومن المعروف في منطقة الريف خاصة والمغرب عامة أن الوشم من أدوات الزينة الضرورية لأية فتاة ناضجة، وفي هذا نجد جورج كرانفال يقول: “الوشم في هذه البلاد عند النساء إعلان عن مرحلة النضج والاستعداد لاستقبال الرجل والإناطة بوظيفة الزواج” ، بحيث يصبح الوشم بالنسبة للمرأة الأمازيغية…بوابة عبور لسن الرشد ومعه بوادر الزواج وهو في هذه الحالة يكتسي بعدا استطيقيا ويصبح مظهرا جماليا تود من خلاله المرأة الشابة إبراز مفاتنها، وإعلان نضج أنوثتها، فيصبح الوشم خطابا وعلامة سميولوجية تستهدف الآخر المشاهد، يقول الشاعر في هذا المعنى:

“مــامــا” أثان يكين، ثيكاز سادو وابر) ” ماما ” يا واضعة الوشم تحت الأهداب(
ثاكيثنت إيوحبيب، أرياز أتيقابر ) كم أغريت بجمالك من الرجال(
يبدو أن هذه الفتاة وإسمها “مامّا” وشمت مكانا جذابا من وجهها وهو موضع تحت الأهداب، لتضفي على عينيها مسحة من الجمال لإثارة إهتمام الطرف الآخر الرجل."
واندثر الوشم…
الكثير من النساء الأمازيغيات اليوم اللواتي يحملن وشما في وجوههن يعملن بجهد لإزالته حيث أصبحن ينظرن إليه كعلامة تشوه أوجههن ولا تجمله كما كان سائدا من قبل. فمع ظهور أدوات الزينة والتجميل وتنوعها وكثرتها في الأسواق لم يعد للوشم من فائدة ولا حتى من دلالة روحية بعد وعي النساء بتحريم الإسلام لهاته العادة التي أصبحت تجلب لعنة الله عكس ما كان معتقدا بأنه يجلب رضا الآلهة. مما جعل الكثير منهن يلجأن لإزالته عن طريق الليزر فيما الغير قادرات على تكلفته يواصلن العيش به إلى أن تموت أجسادهن الموشومة الشاهدة على عادة أصبحت من الماضي.

اللغة الأمازيغية

الأمازيغية (أو تمازيغت) هي إحدى اللغات الأفريقية الحية, ويتحدث بها الأمازيغ في شمال أفريقيا بالإضافة إلى بعض المدن الأوروبية نتيجة هجرة الأمازيغ إلى أوروبا خاصة إلى فرنسا حيث يشكل الأمازيغ الجزائريون والمغاربة شريحة مهمة من المهاجرين وأيضا في هولندا وبلجيكا وألمانيا حيث يشكل الأمازيغ المغاربة أحد الشرائح البارزة فيها. كما أن الغوانش كانوا يتحدثون باالأمازيغية الكنارية قبل أن يقضي الأستعمار الأسباني على اللغة الأمازيغية فيها. والغوانش على الرغم من كونهم قد أصبحوا أسبانيي اللغة إلا أنهم ما يزالون يرون أنفسهم أمازيغيين ويسعى الكثير منهم إلى إحياء ودعم اللغة الأمازيغية في جزر الكناري.


راس السنة الأمازيغية عادات و تقاليد

رأس السنة الأمازيغية عادات و تقاليد




إذا كان التقويم الميلادي قد ابتدأ مع ميلاد المسيح عليه السلام، والتقويم الهجري قد ابتدأ مع هجرة الرسول (ص) من مكة إلى المدينة، فإن التقويم الأمازيغي قد ابتدأ مع حدث تاريخي هام يتمثل في انتصار الملك الأمازيغي "شيشونغ" على الفراعنة في فترة حكم رمسيس الثاني، وذلك قبل 950 سنة من بداية استعمال التقويم الميلادي، إذ كان الفراعنة قبل هذا التاريخ ينظمون هجمات متكررة على بلاد الأمازيغ للاستيلاء على خيراتهم ونهب ثرواتهم.









يعتبر التقويم الأمازيغي من بين أقدم التقويمات التي استعملها البشر على مر العصور، إذ استعمله الأمازيغ منذ 2959 سنة، وبخلاف التقويمين الميلادي والهجري، فإن التقويم الأمازيغي لم يكن مرتبطا بأي حادث ديني أو تعبدي... بل كان مرتبطا بحدث تاريخي، فبعد انتصارهم على الفراعنة دأب الأمازيغ على الاحتفال كل سنة بذكرى هذا الانتصار التاريخي واعتبروا يوم الانتصار رأس كل سنة جديدة. وتشير بعض الدراسات إلى أن التقويم الأمازيغي مرتبط بالطبيعة، إذ يعتبر بعض الباحثين أن أول يوم في السنة الأمازيغية هو يوم يفصل بين فترتين، فترة البرد القارس وفترة الاعتدال، كما يعتبر البداية السنوية للإنجاز الحقيقي للأشغال الفلاحية (من هنا تسمية اليوم الأول من السنة الأمازيغية برأس السنة الفلاحية)، ويعتبرون أن احتفال الأمازيغ برأس كل سنة يؤكد على ارتباطهم بالأرض التي عشقوها دوما ويكرس فهمهم الخاص للحياة، إذ الملاحظ أن القاسم المشترك بين مختلف العادات والطقوس التي تقام خلال رأس السنة الجديدة هو ارتباطها بالأنشطة الفلاحية من زراعة وغرس للأشجار وتربية للماشية، مما يعكس علاقة هذا اليوم بانطلاق الموسم الفلاحي، وحضور التبرك والاستبشار بموسم فلاحي جيد يجلب الخير والرخاء للجميع.





ورغم قلة الأبحاث والدراسات التي أنجزت حول هذا الموضوع ومهما يكن أصل هذا الاهتمام، فإن الأمازيغ اعتبروا ولا زالوا يعتبرون رأس كل سنة أمازيغية جديدة يوما متميزا في حياتهم، فهو يمثل نهاية مرحلة والشروع في مرحلة جديدة يأملون أن تكون أفضل من سابقتها. لذلك دأبوا على الاحتفال بحلول كل سنة جديدة، وذلك في الفاتح من شهر "ين أيور"، الذي يصادف 13 يناير من السنة الميلادية. ولا زال العديد من الأمازيع عبر مختلف ربوع تامزغا (بلدان شمال إفريقيا) يحتفلون برأس السنة الأمازيغية، وأصبحت المناسبة فرصة للعديد من الهيئات المدنية في تنظيم مختلف أنواع الأنشطة الثقافية والترفيهية... وفرصة للتذكير بمواقفها وبمطالبها العادلة والمشروعة، خاصة مطالبها الأساسية المتمثلة في الاعتراف الدستوري بالأمازيغية لغة رسمية والاهتمام بثقافة الأمازيغ وتاريخهم وحضاراتهم، وفي جعل اليوم الأول من كل سنة جديدة (13 يناير حسب التقويم الميلادي) يوم عطلة للجميع نظرا لما تزخر به هذه المناسبة من دلالات عميقة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا العيد لم يسبق له أن نال اعترافا رسميا من قبل الدولة، كما هو الشأن بالنسبة لرأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية.





الشهر الأول في السنة الأمازيغية يسمى "ين أويور"، وهي كلمة مركبة من " ين" أي واحد و "يور" أي الشهر، أما اليوم الأول فيسمى"ءيخف ن أسكاس" أي رأس السنة، وأما ليلة السنة الجديدة فتسمى"ءيض ن أسكاس" وهي كلمة مركبة من "ءيض" وتعني الليلة وأسكاس وتعني السنة، ويطلق عليها كذلك "أذاف أسكاس" أي دخول السنة الجديدة أو "ءيض ن نير" أي ليلة يناير أو أمغار أو الحاكوز أو حكوزة( العجوزة و يقصد بها الليلة الأخيرة من السنة المنصرمة).





تختلف طقوس وعادات وتقاليد الاحتفال بالسنة الأمازيغية داخل بلدان شمال إفريقيا من منطقة إلى أخرى، بل نجد أن هذه العادات والتقاليد تختلف حسب الجهات المكونة لبلد واحد. ففي المغرب ورغم اختلاف الاحتفال من منطقة إلى أخرى نجد هناك تقليد مشترك بين جميع المناطق، ويتمثل في قيام النساء في اليوم الأخير من السنة المقبلة على نهايتها على إعداد وجبات أكل خاصة تتفاوت مكوناتها من جهة لأخرى.





في الأطلسين الصغير والكبير بتبادل السكان خلال هذا اليوم التهاني والتحيات، وغالبا ما يكون الاحتفال مشتركا بين الأقارب والجيران الذين يمارسون بشكل جماعي فقرات من الرقص والغناء، وتطبخ النساء شربة "ؤركيمن" التي يستعمل فيها جميع أنواع الحبوب والقطاني التي أنتجتها الأرض خلال تلك السنة، ويحرصن على الانتهاء من طهيها قبل غروب الشمس، وذلك قصد توزيع جزء منها على أطفال القرية أو الحي، هؤلاء الذين يطوفون على البيوت مرددين بصوت واحد ( ؤوركيمن، ؤوركيمن، ؤوركيمن...)، وتعتبر هذه الشربة من الوجبات الضرورية التي يجب على كل أسرة أن تتناولها في ليلة رأس السنة مع ترك الاختيار طبعا في أن تضاف إليها وجبات أخرى حسب إمكانيات كل أسرة... ومن الراجح جدا أن هذه الشربة هي التي تطورت لتصبح شربة – الحريرة- التي يكثر المغاربة في شربها حاليا خاصة خلال شهر رمضان، كما يستهلك السكان بهذه المناسبة كميات كبيرة من اللحوم خاصة لحوم الدواجن التي تذبح عند عتبات المنازل لصد جميع أنواع الشرور التي قد تصيب الإنسان، كما يتم إعداد طعام الكسكس من دقيق الشعير ومن جميع أنواع الحبوب والخضر المعروفة في منطقة الأطلس، كما توضع فوق الموائد أطباق تقليدية " إينوذا" مليئة بالفواكه الجافة من لوز وجوز وتين وزبيب... وتعمل النساء على تنظيف البيوت وتزيينها، ويضع الرجال قصبا طويلا وسط الحقول حتى تكون الغلة جيدة وتنمو بسرعة، فيما الأطفال يقومون بقطف الأزهار والورود ووضعها عند مداخل المنازل وبتغطية أرضية حظائر الحيوانات الداجنة بالأعشاب الطرية. ويرتدي الجميع ملابس جديدة، وتحلق رؤوس الصغار وتعهد ظفيرتهم.

في قبائل دادس وإيمغران وتدغت وأيت عطا على سبيل المثال، تقوم النساء يإعداد طبق كسكس يسقى من مرق مكون من اللحم وسبع خضر أو أكثر، يضعن فيه نوى تمر واحد، يعتقدن أن من يجد هذه النوى أثناء الأكل سيكون سعيدا ويعتبر المحظوظ والمبارك فيه خلال السنة. ومن الأقوال المأثورة أيضا عند سكان هذه القبائل أن من لم يشبع من الطعام في ليلة رأس السنة فإن الجوع سيطارده طيلة تلك السنة. ومن جملة هذه المعتقدات كذلك أنه إذا أمطرت السماء في تلك الليلة أو في اليوم الأول من السنة الجديدة، فإن الأمطار ستنزل بغزارة خلال هذه السنة وسيكون الموسم الفلاحي جيدا وتكون المحاصيل الزراعية مهمة.





أما في منطقة حاحا فإن النساء يقمن خلال ليلة رأس السنة بوضع ثلاث لقمات قبل النوم في سطوح المنازل، ورقم ثلاثة يرمز إلى الشهور الثلاثة الأولى من السنة: يناير، فبراير و مارس، واستدرارا للمطر يرشن من بعيد المكان الذي وضعت فيه اللقمات بشيء من الملح، وفي الغد يقمن بتفحص هذه اللقمات، ويعتقدن أن اللقمة التي سقط عليها الملح تحدد الشهر الذي سيكون ممطرا.





أما ساكنة المغرب الشرقي فتولي أهمية بالغة لحلول السنة الأمازيغية الجديدة، إذ يتم الاحتفال برأس السنة بشكل كبير على غرار باقي الأعياد الدينية ويتم خلالها تبادل الزيارات والتباريك والتهاني بين أفراد العائلة التي يتجمع أغلبها في جو احتفالي يبدأ الإعداد له بأسبوع تقريبا، وتعج أسواق المنطقة بمختلف الفواكه الجافة كالجوز واللوز والزبيب والفول السوداني (كاوكاو – قاويت)... التي يتم خلطها داخل نفس الكيس، إضافة إلى حلويات من مختلف الأنواع (ويشتهر منها النوع المعروف بالكعك) وتباع بأثمنة مناسبة. ويتم إعداد وجبة عشاء: "بركوكش" الذي يفتل ويصنع يدويا من دقيق الشعير وأحيانا من القمح ( أبرابر – أفرفور) وتخلط معه القطاني والحلبة والطماطم والقزبور واللحم الذي يكون في الغالب دجاجا. وتقدم طيلة اليوم الفواكه الجافة للضيوف مع الشاي، وفي بعض المناطق يتم ترك حصة من العشاء في الهواء الطلق تحت القمر تبركا بالموسم الجديد.





إضافة إلى ما سبق، فإن سكان منطقة فكيك يحضرون ما يسمونه "الكليلة" وهو لبن يتم تجفيفه محليا في مواسم وفرة الحليب، إذ يحول إلى حبوب تشبه الحصى، وخلال احتفالات رأس السنة يصبون الماء على هاته الحبوب ويصنعون منها لبن الكليلة الذي يوزع على الضيوف وأفراد العائلة، وغالبا ما يوزع إلى جانبه اللبن الطري إذا توفرت عليه العائلة يوم رأس السنة.





وبالريف وتحديدا بقبيلة إبقوين فيخصص يومين للاحتفال بقدوم السنة الجديدة: ففي اليوم الأول الذي يصطلحون عليه بالريفية: بـ "أس نثشاريت إينوذا" (أي يوم ملء الأطباق الكلاسيكية المصنوعة بالحلفاء، وإينوذا جمع أندو أو ثندوت) حيث تملأ هذه الأخيرة بجميع أنواع الفواكه الجافة التي يملكونها أو التي يعمدون إلى شرائها قبل يوم الاحتفال( اللوز– ثيموياز– التين اليابس – الزبيب- الحمص، الفول...) وتقوم النساء بصنع كميات كبيرة من الفطائر ( المسمن و البغرير)، ويتوزع صبيان القرية إلى مجموعات، ويطوفون على بيوت الدوار مرددين عبارة: يانوب– يانوب... فتعمد النساء إلى إعطاء كل مجموعة نصيبها من الفواكه الجافة والفطائر، وقد يقفون أمام منزل يأوي عروسين حديث الزواج، فيرددون العبارات التالية:



يانوب، يانوب *** أثسريث أنع انجذيذ *** أوشانا شواي نتريذ *** نيغ أم نعرض ذ كوبريذ.



ومعناها بالعربية: يانوب يانوب، يا عروستنا الجديدة، أعطينا شيء من الفطائر، وإلا فسنعترض طريقك.



وعندما ينتهي الصبية من الطواف على المنازل، يجتمعون فيما بينهم في المساء، حيث يقومون بتوزيع ما جمعوه فيما بينهم. وفي اليوم الثاني: تقوم النساء بإعداد وجبة عشاء مميزة، غالبا ما تكون عبارة عن دجاج بلدي...



وفي قبائل أيث ورياغل – أيث تمسمان – أيث وليشك – أيث توزين – إقرعيين – أيث سعيد... فإن عادات الاحتفال تكاد تتشابه فيما بينها، إذ يتم توفير بعض الفواكه الجافة وخاصة التين والزبيب وإعداد وجبات من الحبوب والقطاني مثل: ثيغواوين أو تيموياز التي يتم إعدادها بتحميص القمح أو الشعير ووجبة إمشياخ التي تجمع بين القطاني كالعدس والفول والجلبان والحبوب وخاصة الذرة والقمح إضافة إلى الثوم، كما يتم إعداد وجبة البقول إغديون أو إوذب حسب إقرعيين وذلك من النباتات التي تكون موجودة في فترة الاحتفال. أما في وجبة العشاء التي تعتبر أساسية فيتم إعداد عدد كبير من الرغايف أو ثاغيفين أو رمسمن وكمية مهمة من التريد وهو نوع من الرغائف الرقيقة والدائرية والتي يتم طهيها على الترادة التي تكون عبارة عن قدر / أقتوش ( تشبه في طهيها طريقة إعداد ما يسمى بالورقة الخاصة بالحلويات)، كما يتم ذبح ديك بلدي وطبخه في المرق الكثير دون فواكه، ويتم تقطيع مختلف الرغائف التي تم إعدادها في حصن أو قصعة كبيرة لإعداد أبون أو أرفيس ويصب عليها الدجاج المطبوخ بمرقه ولحمه. وإلى هذه الوجبات تضاف في بعض المناطق كتمسمان وأيث توزين، بعض الفواكه الطرية الموجودة والبيض المسلوق الذي يوضع فوق الرفيس. أما في قبيلة أيث ورياغل فيمكن ذبح أكثر من ديك إذا كانت العائلة ميسورة ويوضع إلى جانب المأكولات السابقة الذكر اللبن وخاصة لبن الماعز الذي يكون في هذه الفترة من السنة بخلاف حليب الأبقار الذي لا يتوفر بكثرة عند حلول السنة الأمازيغية.





وتشترك جل القبائل الريفية في خاصية أساسية هي الاستبراك بموسم فلاحي جيد والتضرع إلى الله ليبارك زرعهم وضرعهم ويزيد فيه.





وهناك طقوس خاصة بهذا الاستبراك، ففي أيث ورياغل مثلا، يعمد السكان بعد الانتهاء من أكل وجبة العشاء إلى ترك ما يقابل حصة فرد واحد من الأكلة لتوزع على جميع زوايا البيت، كتعبير عن اقتسام ما تجود به الأرض مع كائنات خفية أو قوى مباركة. أما في أيث وليشك فيذهب كل فلاح مالك لبقرة إلى الفقيه أو الطلبة في الجامع ليكتبوا له تميمة على غصن صغير من شجرة ذكر التين ( الدوكا ) بهدف حماية حليب هذه البقرة من القرصنة، لأنه يسود لدى الفلاحين اعتقاد مفاده أن الحليب يمكن أن يقرصن من بقرة إلى أخرى.


وأخيرا فإن هذا الموضوع الغني، بحاجة إلى تغذيته بالأبحاث التاريخية والأنتربولوجية الجادة لتفسير هذه الظواهر المرتبطة ببلدان شمال أفريقيا، وتعميق البحث في الجانب الثقافي والوعي الجماعي وتاريخ الذهنيات، وخاصة بالريف.

الزفاف الأمازيغي في الناظور

للزفاف الأمازيغي بمنطقة الناظور تقاليد وعادات ماتزال تمارس حتى الان ، ومايزال ساكنة الناضور يسيرون على نفس النسق المتبع منذ عقودا غابرة مضت ، ولايبدا العرس في الناضور الا بيوم الجمعة ويستمر الى تلاثة اياما مليئة بالتفاصيل والاعراف والتقاليد التى تحمل عبق التاريخ وتعيدنا الى مراسيم ئسلان كما تقام في زمنها الماضي ٠


فكل يوم من ايام العرس تقام فيه طقوسا خاصة بهدا الحفل الذى ينعقد مرة واحدة في العمر ! ، لذلك تكون ايامه التلاثة مليئة بالاحداث التى تبداء منذ فترة نهار يوم الجمعة وهو اول ايام العرس ، و يطلق عليه إسم ( اربي إنوتان ) جمع أنتون أي -الخميرة - التقليدية التى منها يخبز العجين الذي يعد لوليمة يوم السبت ، حيث يتم طبخ الخبز وغيره ، ويقوم أهل العريس بإرسال عدة الاحتفال للعروسة حسب الاتفاقية المبرمة مسبقا بين العائلتين ، وهى في الحقيقة شروطا تفرضها عائلة العروسة وتسمى ب"الدفوع" وهو مصطلح معروف على امتداد رقعة المغرب ، ويتم اختيار رجلين أو ثلاثة مع إمرأة قصد مصاحبة المؤونة والزاد المراد دفعه في مناسبة " الدفوع " ، غير أن العروسة يمنع منعا كليا رؤيتها من طرف الزائرين لاعتبارات عديدة منها عدم استعدادها، أوهي رغبة في وضعها محط فخر واعتزاز ، (لأن كل ممنوع مرغوب !! ).

وفي فترة المساء التى يطلق عليها ليلة الحناء للعروسة ، وهي حلقة خاصة يحضرها الأقارب فقط والمقربات والصديقات من النساء خاصة ، وهي مناسبة ايضا تلتقي فيها العائلة المتباعدة الأطراف لتجتمع وتستمتع بالغناء والدفء في هذه الليلة الخاصة جدا ، وفيها تلبس العروسة لباسا خاصا لونه أبيض مطروزا بالأخضر تيمنا بالحناء والبدلة عبارة عن قندورة . وتقوم شقيقة العروسة او خالتها أو عمتها الكبرى بدق الحناء وهى تجلس القرفصاء عند اقدام العروسة ، هذه الطقوس تصاحبها ضربات على الدف والغناء والانشاد من طرف النساء الملتفات حول العروسة التى تبدو مثل اميرة تتجهز ليومها التاريخي ٠

هذه الطقوس الاحتفالية ترافقها اغاني خاصة بالمناسبة







تبدا بالمطلع التالي "

Rhanni ya nnagh da mimoun , rahanni ya nnagh da mas3oud , rhanni ya nnagh da ziza , yougi Adanagh ya ddaz , athasrith Tamazyant yarsa xas ou zidjaz





٭ يوم السبت ينقسم إلى فترتين :

فترة النهار وتسمى تزوضا ( القصعة ) رمزا إلى الوعاء الذي توضع فيه أوراق الحناء مع أربع بيضات في الوسط ، وتحملنها مجموعة من نساء أهل العريس ،وهن ينشدن ويتغنين بمواويل ، وتنطلق العابانارية مصحوبة بالزغاريد ، ويعلوا الايقاع عند التقاء الفريقين من كلا العائلتين ،

( وإذا أمعننا النظر في هذه الزيارة نجد أنها شبه تفقدية من جهة ويصطلح عليها أيضا بقياس الحناء للعروسة ، يقاس فيها الذقن والجبهة وأطراف الكوعين والكفين والركبتين وراحة الرجلين ، وهي بالترتيب كما وردت ، ويتم كل هذا تحت إزار رفيع تدخل فيه إمرأتين تتعاونان على إنجاز هذه العملية من أهل العريس برفقة واحدة من أهل العروسة ، ولا يسمح للأخرين بالاقتراب ابدا ابدا .

أما ليلا : فهي الليلة الكبرى للعروسة حيث يقمن أفراد الأسرة العارفات بتقاليد الريف والزينة بتلبيس أبهى وأفخم الحلي واللباس ، وتجلس بالضبط في الزاوية على شئ مرتفع كي يراها الجميع ، أو في مكان يسمى "رشثو " بالنسبة للبادية وهو عبارة عن مكان بداخل البيت " أخام " يكون طويلا جدا ليسع الحاضرين ، ودلك المكان مرتفع عن الأرض يستعمل في غير الزفاف لخزن الأشياء ويمكن تسميته بالرف مشيد بالحجر ضمن بناية البيت " أخام " .

وفي هده الليلة تقام فيها وليمة كبيرة بمعنى الكلمة ياكل الجميع لحوم الأكباش والعجول وجميع ما لد وطاب لجميع الحاضرين والحاضرات من عائلات وأصدقاء ومعارف ، وهى عزومة مفتوحة تقريبا للجميع .

أما بالنسبة للعريس فهده الليلة هي ليلة الحناء وليلة الهدايا المالية بالخصوص ويطلق عليها " لغرامة " بعد الأكل والغناء والرقص يلبس العريس جلبابا أبيض اللون وفوقه سلهام أسود اللون إن وجد أو أبيض ، رفقة شبان من أصدقائه في فريقين : الأول بمعية العريس يقودونه وينشدون

سبحان الخالق

سبحان الرازق سبحان

الباقي بعد الخلائق ، ويختمون بأنشودة طلع البدر علينا و أنشودة : كلام الله حقا نقول

، وما محمد إلا الرسول

، كلام الله حقا تحقيقا

وما محمد إلا تصديقا

، كلام الله حقا علينا

، وما محمد إلانبينا إلخ...

وفي يوم الأحد وهو اليوم الثالث والاخير من الزفاف : وبعد فترة تناول الغداء وسط النهار للوافدين ، يقوم أهل العريس بإخبارهم عن ساعة الدهاب إلى منزل العروسة قصد تدريجها على الاقدام ، وفي الماضي كانوا يأتون بها بعد مرور منتصف الليل ، على ظهر فرس تلبس العروسة تاجا مصنوعا من ثوب مزركش بشكل دائري محدد بعود رفيع يبتدئ من الكتفين إلى فوق الراس بنحو 20 سنتم على شكل قبة يغطى بدلك جميع الوجه ولا ترى إلا من خلال الثوب الرفيع ، يقودها أهلها وبالضبط خالها أو أشقائها٠

وبعد الدخول يأتي يوم الإثنين الدي يقوم فيه أهل العروسة بزيارة ابنتهم محملين بأنواع مختلفة من الأطعمة الجاهزة ، حتى لا تشقى العروسة في أيامها الأولى وهو نوع من الدلال لابنتهم التى خرجت لتوها من بيتهم وانتقلت الى بيت زوجها ، وهى فترة يحضي فيها العريس وعروسته بكثير من الدلال ، بدليل إطلاق إسم السلطان على العريس " مولاي السلطان " هكذا ينادونه لفترة طويلة بعد الزفاف .

"أماندير " كلمة تطلق على الهدية التي يأتي بها أهل العروسة لأهل العريس وهي عبارة عن أضحية كبش ودجاج وخضر وفواكه ، في الماضي كان عند الأمازيغيين يومين يوم للحم ويوم للدجاج أما اليوم فيجمع الإثنين ، وهده المناسبة الأخيرة في الزفاف تقام لأجل تعارف الأهلين والعائلتين وتفقد العروسة في نفس الوقت ومدى استقرارها وتقبلها للوضع الجديد ، في بيتها الجديد وسطامنيات بحياة سعيدة في بيتها الجديد . وعلى ايقاعات هذا الغناء يصاحبه بكاء العروسة الذي يثير عاطفة الحاضرات بفقدانها وفراقها عن اهلها، فيجهشن معها بالبكاء وفي نهاية الاحتفالية يتم وضع الحناء المخلوطة بماء الزهر على أيدي وأقدام العروسة في ذات المكان ، وماتبقى من الحناء يثم توزيعه على الحاضرات ، ويعتقد ان البنت العزباء اذا حضيت بشئ من حنة العروس فانها ستلحق بها وستتزوج قريبا ، لذلك يسارعن الصبايا الى الضفر بشئ من الحنا ٠

جدول كمل




















istiftae

اصل الامازيغ الحقيقي


كلمة أمازيغ مفرد تجمع على "إيمازيغن" ومؤنثه "تمازغيت" وجمع المؤنث "تمازغيين". ويحمل هذا اللفظ في اللغة الأمازيغية معنى الإنسان الحر النبيل أو ابن البلد وصاحب الأرض، وتعني صيغة الفعل منه غزا أو أغار، ويجعلها بعضهم نسبة لأبيهم الأول "مازيغ".



وقد وردت كلمة "مازيغ" في نقوش المصريين القدماء وعند كتاب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرت الأمازيغيين.



وتختلف اللهجات ذات الأصول الأمازيغية في نطق هذا اللفظ فهو عند طوارق مالي "أيموهاغ" بقلب الزاي هاء، وعند طوارق منحنى نهر النيجر الغربي "إيموشاغ"، أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه "إيماجيغن"، والمقصود بجميع هذه التصحيفات إنما هو "أمازيغ".



أما اسم البربر أو البرابرة فأصله لاتيني ويعني المتوحشين أو الهمجيين، ويظهر أن أول إطلاق له على السكان الأصليين لهذه المنطقة كان من قبل الرومان في غزواتهم المعروفة لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وشاع إطلاق لفظ "البربر" على ألسنة الناس، وإن كان عدد من مثقفي الأمازيغ لا يتبنى هذه التسمية ويرى فيها سلبيات عهود ظلم قديم لحق بالأمازيغي عبر التاريخ.



وقد كان الإغريق يسمون كل من لا يتكلم الإغريقية "برباروس"، واستعاره الرومان وأطلقوه على كل الأجانب ومنهم الأمازيغ الذين كانوا خارجين تاريخيا عن سيادة الرومان، فهي تسمية جاءت من الخارح ولم يخترها الأمازيغ لأنفسهم.



وإذا كانت دلالة مصطلح أمازيغ اللغوية تعني الرجل والإنسان الحر، فإن الدلالة التاريخية تحيل إلى "أمازيغ" الأب الروحي للبربر أو الأمازيغ.



وهذا ما ذهب إليه ابن خلدون في تحديد نسب الأمازيغ بقوله "والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح وأن اسم أبيهم أمازيغ".



"

يرى البعض أن أصل الأمازيغ يعود إلى أوروبا، إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا



"



الأمازيغ وإشكالية الأصل

الأمازيغ أو البربر مصطلحان يستعملان في الغالب للدلالة على السكان الأصليين الذين قطنوا شمال أفريقيا.



وتبرز في مجال البحث حول الأصول التاريخية للأمازيغ اتجاهات عديدة:



1- الأصل الأوروبي

أولها أولئك الذين تأثروا باتجاهات المدارس الغربية، ويرون أن أصل الأمازيغ إنما يتأصل في أوروبا، إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا، وسبق له أن استعمر شمال أفريقيا.



ويستند هذا الطرح إلى وجود تماثلات لغوية بين الأمازيغية ولغة الوندال الجرمانية من جهة، وإلى التشابه الذي يوجد بين بعض ملامح البربر والأوروبيين مثل لون العيون والشعر من جهة أخرى.



وذهب البعض إلى أنهم من نسل الغاليين (gaulois) أو الجرمان الذين أتوا مع الفيالق الرومانية أو الوندال، وهو أمر لا يمكن التسليم به لكون هذا النمط من البربر عاش في تلك المناطق قبل الوجود الروماني.



ومن ناحية أخرى لا يمكن التسليم داخل نفس الأسرة العرقية بذلك للاختلافات الحاصلة من باب التمثيل فقط بين بربر إقليمي القبائل وجبال الأوراس، بين من قامتهم متوسطة أو قصيرة وبينهم عدد كبير من الشقر، وبين أهل "مزاب" مثلا ذوي الشعور والعيون السود، أو بينهم وبين الطوارق.



2- الأصل المحلي

ويميل اتجاه آخر إلى بناء وجهة نظره على بعض الكشوفات الأركيولوجية والأنثربولوجية، إذ يفترض أنه تم العثور على أول إنسان في التاريخ في بعض مناطق أفريقيا (مثل كينيا وبتسوانا)، وبالتالي فالإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال أفريقيا من منطقة ما ولكنه وجد فيها منذ البداية، والإنسان الذي عثر عليه يترجح أن يكون من السكان القدامى.



3- الأصل العربي

ويذهب اتجاه آخر إلى ربط سكان هذه المنطقة بالمشرق وجزيرة العرب، حيث إنهم نزحوا من هناك إلى شمال أفريقيا نتيجة لحروب أو تقلبات مناخية وغيرها.



ونقض ابن خلدون الآراء التي تقول إن البربر ينتمون إلى أصول عربية تمتد إلى اليمن أو القائلة إنهم من عرب اليمن، خصوصا قبائل بربرية مثل "هوارة وصنهاجة وكتامة" أكثر القبائل الأمازيغية ادعاء للعروبة.



وينفي ابن خلدون نسبة البربر إلى العرب عبر اعتبارهم كنعانيين من ولد كنعان بن حام بن نوح، فالكنعانيون ليسوا عربا، وليسوا من أبناء سام.



ويرفض كثير من المعاصرين نسبة البربر إلى العرب، ويؤكدون أن العرق الأمازيغي أحد الأعراق القديمة وأنه سابق للوجود العربي، وذلك استنادا إلى دراسات تفيد بأن أقدم الشعوب فوق الأرض 32 شعبا منها البربر، ولا وجود للعرب آنذاك.



ويميل اتجاه آخر إلى القول باقتران ظهور اللغة الأمازيغية مع ظهور الإنسان القفصي (نسبة إلى قفصة بتونس) في الفترة بين عامي 9000 و6000 قبل الميلاد، وربما هجر الأمازيغ منبت الشعوب الأفراسية (في إثيوبيا وما جاورها) إلى شمال أفريقيا بعد أن دخلت المنطقة الأصل في موجة من التصحر، وتطورت اللغة الأفراسية مع الوقت إلى أمازيغية في شمال أفريقيا.



وفي دراسة للباحث الفرنسي (Dr Ely Le Blanc) كشف أنه من خلال تنوع النمط العرقي يمكن القول إن شعب البربر قد تألف من عناصر غير متجانسة، انضم بعضها إلى بعض في أزمنة تاريخية مختلفة وتفاوتت درجة تمازجها، لكن يبدو من الصعب تحديد الفرع الذي ينتسبون إليه ومن أين أتوا.



ولا يمكن تقرير شيء مؤكد فيما يتعلق بالأصول الأجناسية واللسانية للبربر، ويجب الاكتفاء بالقول إن البربر اسم يطلق على أقدم السكان المعروفين عند بداية الأزمنة التاريخية في الشمال الأفريقي وكانت لهم علاقات بالفراعنة المصريين، أحيانا سلمية وأحيانا حربية.



وهم نفسهم الذين وجدهم الفينيقيون واليونان الذين استقروا في "برقة"، والقرطاجيون والرومان. واللغة التي كانوا يتكلمونها لا تزال هي اللغة التي يتكلم بها عدد من القبائل الأمازيغية اليوم.



وضمن كل هذه الاتجاهات يسعى الأمازيغ إلى التأكيد على استقلالية لغتهم وأصولهم التاريخية باعتبارها رموزا للهوية الأمازيغية.



*و أنا بصراحة مع الاصل الالماني الدي اكده عدد كبي من المؤرخين لأن نحن الامازيغ لا نشبه العرب في لون بشرتهم و لا أعينهم فالعرب بشرتهم سمراء تميل الى الون القمحي انا نحن فبشرتنا بيضاء و لون اعيننا فلي غالب الاحيان بني أو اخضر و كدلك لون الشعر هدا بالنسبة للشلوح الدي انا واحد منهم و عندي كثير من أصدقائي من الريف شعرهم أشقر و هدا يفند الكدبة التي تقول اننا جئنا من اليمن .

جمال المرأة في الثقافة الأمازيغية

المرأة( أزري ) في الثقافة الريفية






إن الجمال كقيمة أخلاقية على غرار القيم الأخلاقية الأخرى الحق و الخير والجمال ، تعبير فردي وجماعي عن سمو الإنسان ورقيه عن طبيعته الحيوانية ككائن بيولوجي تجمعه مع الحيوانات صفات مورفولوجية ، ووظائف بيولوجية وسلوكات فطرية وغرائزية ، نحو عالم قيمي معرفي، سلوكي ، وجداني يرفع و يميز الإنسان عن السلالة الحيوانية عامة .



كون الإنسان نسقا فكريا ورمزيا ومفاهيميا، مضفيا على العالم صفة المعقولية والنفعية ، متوخيا التوصل إلى الحقيقة العلمية أو الحقيقة المطلقة إنه الحق كقيمة أخلاقية و فلسفية ، هذا يتجلى في تقدم مختلف العلوم والمعارف في شتى مناحي الحياة مما أدى إلى تحسن الظروف الحياتية للإنسان



.ولكي ينتشل نفسه من غرائزه العدوانية والشريرة هذب وقنن الإنسان سلوكاته الحيوانية ، بإيجاد نظم تربوية ودينية ، وعلاقات الإجتماعية، تنظم علاقة الفرد بالجماعة ، وذلك بسنه ترسانة من القوانين والنظم الإجتماعية لحماية الإنسان من نفسه الجشعة والعدوانية إنه الخير الفلسفي .



و لتلبية حاجياته ورغباته الوجدانية والروحية النفسية، أبدع الإنسان صيغا و تعبيرات جمالية ، تشبع الجانب الوجداني في شخصيته وهي القيم الجمالية والفنية ، من شعر و غناء و تشكيل ومسرح وكتابات وموسيقى ، …….



سأتطرق في هذه المداخلة إلى مفهوم الجمال(أزري) في الثقافة الأمازيغية الريفية و بالضبط جمال المرأة الجسدي و الخلقي ، و سأبحث في مداخلات أخرى الجمال في مختلف جوانب الحياة العمرانية و ….



سأحاول ان أبحث عن مقاييس ومعايير جمال المرأة من منظور ريفي ؟ محاولا إبراز بعض وسائل وطرق التجميل التقليدية والعريقة في الريف ؟



يعرف الجمال فلسفيا بالكمال والتناسق والإتقان شكلا وجوهرا ، وبكونه وصف حكم تقديري ومعياري يتغير حسب النظم الاجتماعية و الحالة السيكولوجية للفرد نفسه ، وحسب الحركة التطورية المادية التاريخية ، إذ ما أراه جميلا يمكن أن لا يتفق معي الأخرون ، كما يمكن أن يتغير حكمي مستقبلا في نفس الموضوع .فلكل جماعة بشرية وحقبة تاريخية وسيكولوجية معايير محددة للجمال .







منذ ولادتها تثير الطفلة المولودة أنظار و انتباه أفراد عائلتها فتراهم يقارنون ملامح وجهها وصفاتها السحنية والشكلية (ثيفراسين) بأمها أو بأبيها وهذا اهتمام مبدئي بالصفات الجمالية عند المولودة .



يختار الأبوين للمولودة إسما مفعما بمعاني الجمال وقيما أصيلة متوارثة مثل : تلا ، ترريث ، تازيري ، تلايتماس ، لويزا ….. . للأسف هذه الأسماء في طريق الإنقراض بتواطؤ رسمي من طرف مختلف السلطات و مكاتب الحالة المدنية ، الذين يرفضون تسجيل بعض الأسماء الأمازيغية الأصيلة بغية إجتثاث هذه الثقافة من جذورها. وتشجع بدلها أسماء دخيلة شرقية وغربية دخيلة مثل جميلة فريدة ‘ قمر ، حسناء ، هيفاء وقس عليها …..فمتى نحيى أسماءنا العريقة .



تخضع الطفلة منذ الشهور الأولى من ولادتها لتثقيب الأذنين ، و تزين بحلقات (ثيخرازين) من الذهب أو من الفضة حسب الإستطاعة المادية ، ويتم الاعتناء بهذه الثقب حتى تندمل .



ويتم إزالة اللهاة أو (رحرق) عند المولودة من طرف شخص يمارس هذه المهمة تقليديا ، لكي يستقيم نطق الفتاة في المستقبل ولا تصاب بأمراض تعفنية . تنصح الفتاة منذ في صباها عدم تناول بعض المأكولات مثل بيض الحجل ، ومخ وكبد بعض الحيوانات معتقدين أن هذه المأكولات تودي إلى ظهور بقعا سوداء في الجلد .



يمنع تخطي المولود الجديد وهو مستلق على الأرض حسب المعتقدات المتوارثة هذه العملية تجعل المولود قصير القامة ، وهذا يبرز أهمية القامة الطويلة في الجمال الريفي ، وهي صيحة عالمية في عالم والجمال .



كما أسلفت فإن القامة ورشاقة الجسم من المعايير الأساسية لجمال وكمال المرأة في الثقافة الأمازيغية من الناحية المورفولوجية .



يعتبر الشعر بمثابة تاج على راس المرأة يضفي عليها حسنا و جمالا ، لهذا فإن المرأة الريفية تعتني بشعرها بتنظيفه و الاعتناء به مواد طبيعية مثل الحناء والعصفة و الغاسول والقرنفل ، يمشط الشعر يوميا و يظفر في ظفيرتين جانبيتين (ثيجاطويين) أو ظفيرة خلفية واحدة كما يدهن بزيت الزيتون.يتعبر الشعر اللين والأملس والأشقر (أشمروق) قيمة جمالية عليا للمرأة الريفية أمام قريناتها ….لذا تقوم بعض الفتيات حاليا بصباغة شعرهن باللون الأصفر الأشقر .



تعتبر الأعين مقياسا للجمال وكثير ما تتغنى النساء والرجال بوصف العيون حجما و لونا ، إذ تعتبر ذات الأعين السوداء الكبيرة هدفا في تهافة العاشقين وكثرة الخطاب و مرمى لسهام المعاكسين من العزاب ، تعتني المرأة بعيونها بواسطة الكحل (ركحور) مما يزيدها حسنا وجمالا.



للفم و للشفتين نصيب كبير في جمال المراة ، إذ تعتبر الفتاة ذات الفم الصغير والشفتين الصغيرتين و المحمرتان أكثر جمالا ، يتم الإعتناء بالفم والشفتين بواسطة السواك (سواش) و نباتات طبيعية أخرى ، كما تعتبر الأسنان من علامات الجمال إن تعمد المرأة الى تغليفها سن أمامية جانبية بواسطة الذهب أو الفضة تتباهى بها المرأة مع قريناتها ، كما أن الأنف المستقيم و الغير المعقوف من علامات الجمال ، وهذه صيحة عالمية في تمديد و و إستقامة الأنوف بواسطة العمليات الجراحية الحديثة .



تستعمل المرأة الريفية مساحيق طبيعية لتلميع وتبييض الوجه ، إذ أن الوجه المستدير و الصافي من كل أنواع البقع الجلدية مفخرة للمرأة بصفة عامة .



تتوشم البنت منذ بلوغها ‘ إذ أن الوشم يظيف للمرأة جمالا وبهاء ، حيث ترسم أشكال هندسية متوارثة تحمل تاريخا رمزيا و حضاريا لهذه للأمة العريقة في مختلف أنحاء الجسم في الجبهة و الذقن الانف ، الذراع و الساقين بألوان خضراء وزرقاء ، يعتبر الوشم مدخلا للفتاة الى عالم النضوج و الزوجية



اللهجات الأمازيغية

يتفرع عن الأمازيغية ما يقارب 11 لهجة أو تنوعا. غير أن هذه اللهجات تتحد في القاعدة اللغوية المشتركة بينها ويمكن للناطق بأحد اللهجات الأمازيغية أن يتعلم اللهجة الأخرى في أيام إذا كان يتقن لهجته الأم كما يرى الباحث المستمزغ الفرنسي أندري باسيه. ولقد بدأ العمل على معيرة اللغة الأمازيغية حتى يصطلح الناطقون على لغة موحدة تمهيدا لالاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية الذي يطالب به الأمازيغ في المغرب والجزائرو تونس وليبياومالي والنيجر.




وأهم لهجاتها:



اللهجة السوسية (المغرب)

اللهجة الريفية (المغرب)

اللهجة الأطلسية (المغرب)

اللهجة القبائلية (الجزائر)

اللهجة الشاوية (الجزائر و تونس)

اللهجة المزابية (الجزائر)

اللهجة الشناوية (الجزائر)

اللهجة الترقية (الجزائر، مالي، النيجر، ليبيا، بوركينا فاسو)

اللهجة الزوارية (ليبيا و تونس)

اللهجة النفوسية (ليبيا و تونس)

اللهجة الغدامسية

rhani damimoun

rhani damimoun rhani damas3od






sobhano khli9 sobhanio razi9





rhani yanar damimoun





nhara dourar nar hara darfahanar





rhani itadaz tasrit tatro



tatro akh riyam taamzynat itasa3do

كلمات أمازيغية و شرحها




Azul :أهلا

Totlayt :اللغة

Tadelssa :الثقافة

Amazroy :التاريخ

Azref : القانون

الوزارة :tamawsst

الاقتصاد :tadamssa

الملك :agllid

المخزن الحبوب :agadir

المعرض :arrmass





الانسان :afaggan/atarras

الانسان القديم :atarass azaykko/afaggan a9bor

القديم :a9bour/azayko





Tighri : الدراسة

Tinmal :المدرسة

Tadala :القسم

Tadabot :الطاولة

Tachkkart :المحفظة

Aghanib :القلم

Taghda :مسطرة

Angmirs :الطباشر

adlis:الكتاب

alog:الدفتر







Imodar :الحيوانات

Izm :الاسد

Agrzam :النمر

Aydi :كلب

Ilw :الفيل

Aba3oos :القرد

Odad :الغزل







Igomma d ichakan :الفواكه و الخضر

Adlagn :اللبية

Idffoyen :التفاح

aZalim :البصل

Tiyni :التمر

Tarkkemt :اللفت











Ossan :الايام

Aynas :1

Assinass :2

akRas :3

akwas :4

assimwas :5

assidhyas :6

asamas :7







tiwssawadhin : المواصلات

asnmodo :القطار

Asrsiw :الحافلة

Aghrrabo :الباخرة

Taylalt :الطائرة

Azlalm :الدرجة العادية







Amadhal :العالم

Azmz :الوقت

Tiwrirn :الهضاب

Tazawa/razagh :الجفاف

aghzar/aSSiF:النهر

Tanazroft :الصحراء

Tamazirt/tamourt :الارض

Tanazbayt :المقاومة

Imddorroyen :المحتلين

Tissaghnes :النضال

Tilelli :الحرية





Amoddo :السفر







Tonnont :الرياضة

Abaraz :الملعب

Adwas : الصحة

Tongmit :العقل

Tamatart :العلامة

Assnti :يبدأ

Esmd :ينهي